للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[مصادر التاريخ الحضرمي]

للأستاذ أحمد عوض باوزير

تمهيد:

هناك حقيقة تاريخية ثابتة ينبغي مراجعتها، قبل البدء في الحديث عن (مصادر التاريخ الحضرمي). ومن المؤرخين المحدثين الذين فطنوا أهمية هذه الحقيقة، السيد علوي ظاهر الحداد، مؤلف كتاب (الشامل). فقد ورد في رسالة له أسماها (جنى المشاريخ) ما يفيد في تقرير هذه الحقيقة

وفحوى هذه الحقيقة التاريخية، هو أن التاريخ السياسي القديم، لحضرموت لا يمكن دراسته منفصلا عن تاريخ اليمن الكبير، أو عن تاريخ الإسلام في الجزيرة العربية حتى إلى ما بعد نشوء الدولة الكثيرية، في أواخر القرن الثاني الهجري. ويقال في تعليل قيام بعض الحكومات القبلية، واستقلالها أثناء هذه الفترة الزمنية، أن ذبك كان نتيجة لأحوال الضعف المادي والأدبي، في حكومات اليمن المتعاقبة، أو في عاصمة الخلافة الإسلامية

ومما يفيد في تقرير هذه الحقيقة كذلك أنشتار الفرق الدينية في حضرموت، فإن ذلك الانتشار يعني امتداد النفوذ السياسي والأداري، إلى هذه الرقعة من الجزيرة العربية. وأظهر هذه الفرق (الأباضية) ثم (القرمطية). وكان ظهزرها أيام أضطراب دول الزياديين في اليمن، في أواخر القرن الرابع الهجري و (الإسماعيلية)

ما هي مصادر التاريخ الحضرمي:

وإذا كنا قد أثبتنا هذه العلاقة بين تاريخ حضرموت، من جهة، وتاريخ اليمن أو الجزية العربية، من جهة ثانية. فيحسن بنا أن نتساءل. ما هي ماصدر التاريخ الحضرمي إذن؟ وما هي نوع العلاقة في هذه الوحدة السياسية والاقتصادية؟

والجواب على أولهما، وهو أن هناك كثير من المصادر التاريخية، بأقلام جمهرة من الحضرميين النابهين، غير أن أهمها قد ضاع، ولم يبق منها غير مقتطفات، أو شذرات متفرقة. ومن هذه المصادر تاريخ (بازرعة) وتاريخ (حنبل) وكتاب (الفرج بعد الشدة في إثبات فروح كندة) وتاريخ (الشبلي) و (شنبل) وغيرهم من المؤرخين. وحتى هذه المصادر

<<  <  ج:
ص:  >  >>