[خليل مردم بك]
وكتابه في الشاعر الفرزدق
لأستاذ جليل
فخر الفرزدق
مدح الفرزدق (والفرزدق سمح بألقاب المدح وصفات التقريظ ولكنه حاذق يمدح الرجل بما يليق أن يمدح به، وينظر إلى خصائصه فيضفي عليها ثوباً من المبالغة)
(ومدح الفرزدق لخلفاء بني أمية فيه براعة ومقدرة يظهر عليها الطابع السياسي جلياً واضحاً أكثر من كل ما مدحهم به الشعراء حتى أخص أنصارهم كالأخطل وجرير وعديّ بن الرِّقاع فهو داعية لهم ولسياستهم، يجاهر بأنهم أجدر العرب بالملك، وأن الله اختارهم لخلافته)
وقد روى الأستاذ طائفة صالحة من أقواله المدحية منها قوله:
وجدنا بني مروان أوتاد ديننا ... كما الأرض أوتاد عليها جبالها
وقوله في يزيد بن عبد الملك:
وما وجد الإسلام بعد محمد ... وأصحابه للدين مثلك راعيا
ضربت بسيف كان لاقي محمد ... به أهل بدر عاقدين النواصيا
وقوله فيه، وقد عدا الفرزدق طوره في البيت الأول وكفر أو كاد:
لو لم يبشِّر به عيسى وبينَّه ... كنت النبي الذي يدعو إلى النور
فأنت إذ لم تكن إياه صاحب ... مع الشهيدين والصديق في السور
في غرف الجنة العليا التي جعلت ... لهم هناك بسعي كان مشكور
فلن تزال لكم والله أثبتها ... فيكم إلى نفخة الرحمن في الصور
أبا فراس! (لم يلبثوا إلا عشيَّةً أو ضحاها)
من يأمن الدهرَ مُمساه ومصبَحه ... في كل يوم له من معشر جزرُ
بعد ابن مروان أودي بعد مقدرة ... دانت لهيبتها الأمصار والكوَر
ثم الوليد فسل عنه منازله ... بالشام والشام معسول له خِضر