مهما اختلفت مشاربنا السياسية واعتقاداتنا الدينية ومعارفنا العلمية فأهداف الإنسان واحدة تنحصر كلها بحفظ الذات وضمانة الحياة والتمتع بمقام اجتماعي مرموق.
ويحول دون الوصول إلى هذه الأهداف عقبات جمة أقواها وأضرها الجهل. فجهل المرأة مثلا يعني جهل النشء وانحطاط التربية والثقافة في الأمة. ويصح أن تكون ثقافة المرأة قياسا للمدنيات نظراً لما للأم من التأثير في نشوء الأمم.
ومن الأمثلة التي توضح جهل الجماعات معدل العمر في الشعوب. لقد كان معدل عمر الأوربي في القرون الوسطى تسع عشرة سنة تقريبا. أما اليوم فقد ناهز السبعين من السنين. أما في الشرق الأدنى فلا يزال معدل عمر الإنسان نحو الثلاثين. وكلنا نعلم بأن هذا الاختلاف المخيف في الأعمار بين الغرب والشرق، أي بين السبعين والثلاثين، لا ينطبق تماما على قول الشاعر العربي:
يقرب حب الموت آجالنا لنا ... وتكرهه آجالهم فتطول
بل بعود إلى الوعي الصحي في الأمة وإلى المعارف الطبية. فليقدر كل منا الخسارة الهائلة التي يضرب بها الشرق بموت أطفاله وشبابه قبل الأوان.
وبما أن وقت المحاضرة محدود فسأحصر حديثي الليلة في المعارف الصحية
فماذا يجب أن يعلم كل منا عن العيلة؟
العيلة أساس المدنيات. وغايتها القصوى ضمانة النسل وحقوق الأولاد الاجتماعية وتربيتهم تربية صحيحة صحيا وسلوكيا ومعرفيا.
ولذلك يجب أن بفحص الطالب قبل زواجه ضماناً لحياته وسلامة للنسل. ومع أن روابط العيلة مقدسة في الأديان وتضمنها نظامات اجتماعية في الأمم المتمدنة، فإن العيلة لن تثبت واقعيا على أسس متينة إن لم ترتكز على صفات نفسانية مغروسة غرساً صالحا بالتربية الراقية والواعية. وذلك يشير إلى تربية الأنانية والجنسية. أي يجب أن نحول الأنانية والجنسية من نوازعها الفطرية إلى الحب والاحترام بين الجنسين. فتوجه الأنانية من (ليتك