[كل بيت فيه سعد ماثل]
للأستاذ علي الجارم
اكشفوا الترب عن الكنز الدفين ... وارفعوا الستر عن الصبح المبين
وابعثوه عسجداً مؤتلقاً ... زاد في لألائه طوال السنين
واجتلوه درة ساطعة ... صدفُ الدهر بِشَرْواها ضنين
وانتضوا من غمده سيف وغى ... كان إن صال يقد الدارعين
وقناة جل من ثقفها ... للحفاظ المر والعزم المكين
لوت الدهر على باطلة ... وهي كالحق صفاة لا تلين
هزمت جيش الأباطيل فما ... غادرت غير جريح أو طعين
كتب الله على عاملها ... إِنما الخلد جزاء العاملين
جدث ضم سناء وسني ... ومُصاص الطهر في دنيا ودين
طاعة الأملاك فيه امتزجت ... في السموات بعز المالكين
فتشوا في الترب عن عزمته ... وعن الأقدام والرأي الرصين
واخفضوا أبصاركم في هيبة ... إن رأت أبصاركم نور اليقين
واخشعوا بالصمت في محرابه ... أفصح الألسن صمت الخاشعين
وانتحوا من قبره ناحية ... واحذروا أن تزحموا الروح الأمين
وحناناً بضريح طالما ... صقلته قبلات الطائفين
وجثت مصر به خاشعة ... تذرف الدمع على خير البنين
صيحة قدسية إن سكتت ... فلها في مصر رجع ورنين
وعرين حل فيه ضيغم ... رحمة الله على ليث العرين
ومضاء عرفت مصر به ... إن للحق يميناً لا تمين
لا أرى قبراً ولكني أرى ... صفحة من صفحات الخالدين
أو أراه قصب المجد الذي ... دونه ينفق جهد السابقين
أو أراه علماً في فدفد ... لمعت أضواؤه للحائرين
أو أراه روضة إن نفحت ... خجل الورد وأغضى الياسمين