للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

المستشرقون

تأليف السيد نجيب العقيقي

للأستاذ الحوماني

يكاد يكون الاستشراق علماً بنفسه له أصوله وفروعه، وله مقدماته ونتائجه؛ ويكاد يكون رجاله، على رغم شتاتهم، شعباً خاصاً له أفقه الخاص به، وحياته القاصرة عليه، وقد مر بهذا الشعب وبرجاله في العالم قرون لم يكتشفه، كما هو، عالم ولا أديب ولكن هنالك بضعة من الكتاب نقلوا لنا وللغربيين نتفاً من أخبار هذا الشعب. . . في معرض النقد أو التقريظ، والناقل إما شرقي يشكر للمستشرق إنصافه أو ينعى عليه تعصبه، وإما غربي يشكر له عصبيته أو ينعى عليه إنصافه.

نقرأ في بعض الكتب وفي كثير من الصحف أشياء عن هذا الشعب شعب المستشرقين، ونقرأ أشياء لكثير من أفراد هذه الجماعة جماعة الاستشراق عما يكتشفون في عالمهم من آثارنا نحن الشرقيين.

أما أن نسمع بكاتب جميع شتات هذا الشعب في مختلف الأزمنة والأمكنة، ولم شعثه، ثم عن كشف آثاره بين جلدتين تشتملان على كتاب وبلسان شرقي عربي يصور لنا حياتهم قديمة وحديثة، ويبعث فينا آثارهم مكتسبة ومورثة، ويكشف لنا آراءهم خاطئة وصائبة، ويمحص لنا أقوالهم جائرة ومنصفة، ويمعن في البحث عن أغراضهم وأهوائهم، ويعلل أفعالهم وأقوالهم، ويحلل آراءهم وأفكارهم، بعيداً عنهم وهو في الصميم من جماعتهم، منصفاً في الحكم عليهم والقضاء لهم، أما هذا الكاتب فلم نسمع أو لم أسمع أنا به على الأصح فيمن غبر أو حضر من كتابنا ماخلا هذا الشاب المثقف (النجيب) صاحب كتاب (المستشرقون) المؤلف الحديث الذي أخرجته لنا في الأيام الأخيرة مطبعة الاتحاد البيروتية في مائتين وخمسين وجهاً من القطع الوسط يحمل اسم مؤلفه (نجيب العقيقي)

لا أحب أن أعرض لعروبة الكتاب والناحية البيانية فيه فإن مؤلفه واحد من هؤلاء الشباب الذين عمروا قلوبهم بالثقافة الأجنبية في معاهد إنما شيدت لقتل العروبة في بلادنا لغة وخلقاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>