للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

تاريخ بئر السبع وقبائلها

تأليف عارف العارف قائمقام بئر السبع

تعد منطقة بئر السبع أكبر مديرية في أرض فلسطين لأنها تشتمل على نصف مساحة أراضيها، وهي بلاد شاسعة الجوانب بعيدة الأطراف، وليس لها حدود طبيعية تفصلها عن شبه جزيرة طور سينا وبلاد شرق الأردن

وتقع هذه الناحية على طريق القوافل العربية، مثل قبائل سبأ ومعين وحضرموت وثمود التي كانت تأتي إلى أسواق كنعان وإسرائيل وأرام بعرض البضائع المختلفة، كما كانت طريق الجيوش البابلية والآشورية والفارسية واليونانية والرومانية الزاحفة لفتح الديار المصرية، وكما كانت طريق الجيوش المصرية المتوغلة منذ زمن بعيد في الديار الشامية والعراقية الشمالية.

يفتتح المؤلف كتابه (تاريخ بئر السبع وقبائلها) بذكر الروايات التي وردت في الكتب القديمة عن بئر السبع وعن الشأن الخطير الذي كان لتلك الأرجاء في عهد بني إسرائيل الأول أي من القرن الثالث عشر إلى القرن السادس ق. م. أي من عهد وفاة موسى إلى زمن بختنصر ملك بابل.

وقد أعتمد المؤلف في هذا البحث على ما ورد في أسفار الكتاب المقدس وحده مع أننا نعتقد أنه لو راجع أيضاً الروايات القليلة المبعثرة في كتب المشنا والتلمود وذلك أمر سهل عليه لأنه يتقن العبرية - لوقف فيهما على أخبار مهمة عن بني إسرائيل والعرب في تلك المنطقة من جنوب فلسطين.

ونلاحظ أيضاً أنه كان حريا بالمؤلف أن يذكر أسم هذه المنطقة في الآداب العبرية القديمة، فقد سميت في التوراة باسم نجب أي الجنوب، وعرفت في الطور الثاني من حياة بني إسرائيل بفلسطين أي بعد رجوعهم من بابل باسم الداروم، أي الجنوب أيضاً وعرفها العرب المسلمون بهذا الاسم أيضاً في عصر البعثة الإسلامية وزمن الخلفاء الراشدين، فقد ورد في سيرة ابن هشام أن أسامة بن زيد بن حارثة أرسل على رأس جيش صغير إلى الشام وأمر بأن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين

<<  <  ج:
ص:  >  >>