يا شباب الوادي! خذوا معاني العظمة في نسقها الأعلى من
سيرة هذا العصامي العظيم
ما أحوج بني الإنسان كلما قطعوا شوطاً في طريق هذه الحياة، أن يديروا وجوههم لحظة عن الأفق الذي يستقبلون، وأن يرجعوا إلى ما استدبروا من آفاق متطلعين إلى تلك النجوم الزواهر التي تلتمع على جوانبها، والتي ستبقى هناك ساطعة باهرة ما دار الفلك وما تصرمت السنون
أجل، وما أحوج الإنسانية أن تهتدي في سبيلها بهدى الذين رسموا لها ذلك السبيل؛ وما أحرى قافلتها كلما آدها العبء، أو أعياها السير، أو اعترضتها العقبات، أن تستأنس بقبس من تاريخ أولئك البواسل الأبرار الذين تتألف من سيرهم مجتمعة سيرة البشرية في هذا الوجود
وهانحن أولاء نتجه بعقولنا وقلوبنا إلى سيرة الزعيم (لنكولن) رئيس الولايات المتحدة، أحد أبناء الإنسانية الغر الميامين وأحد أفذاذها البواسل. ولا لوم علينا معشر الشرقيين إذا تخطينا مشرق الأرض إلى مغربها، بل إذا تخطينا الدنيا القديمة إلى الدنيا الجديدة، متخذين قبسنا في هذا الحديث من وراء المحيط. لا لوم علينا في ذلك، فأبناء الإنسانية العظماء متى اجتازوا باب الخلود صاروا للعالم كله، ولا اعتبار في ذلك لشرق ولا لغرب
وما هذه الدنيا الجديدة التي أخرجت بطل حديثنا وما فصلها في تاريخ الوجود؟ برزت الولايات المتحدة كدولة من دول العالم على حين غرة، فكان بروزها السياسي شبيهاً بما يزعمه الجغرافيون عن وجودها المادي، إذ يقولون إن أمريكا، أو الدنيا الجديدة قد برزت