لقد ظلت أول قصة كتبتها حتى اليوم بغير أن تنشر، ومن ودي أن تبقى كذلك أبد الدهر دون أن تخرج للناس
ولقد كتبتها أيام كانت أحلام مثيلاتي من الطالبات منحصرة في أن يتم للواحدة مرح الشابة (الأيرلندية) العابثة!. ومن المحقق أنني كنت متأثرة في قصتي الأولى بهذه الروح. وإني لأذكر عنها القليل جداً، ومن ذلك القليل أن البطلة كانت تسمى (بليس) وأنني جعلتها تموت وهي غضة السن: أعني لم تعدُ السبعين! بينما كنت أنا بين الثانية عشرة والرابعة عشرة. ولم يكن الحب - في تلك الأيام - ليخطر على بال إنسان لم يودع عشرين ربيعاً من عمره
على أن كثيراً من المشاهد التي كنت قد بنيت عليها هيكل تلك القصة ظل عالقاً بذهني مدى عشر سنوات كاملة، تقمص بعدها إهاب قصتي الأولى الجدّية (زيللا)
وربما كان من الخير أن أشير هنا إلى أن قصتي الأولى (زيللا) لم تكن أكثر من دراسة (سيكلوجية) لفتاة بين الرابعة عشرة والثامنة عشرة، كان عليها أن تعاني اضطراب وراثة مختلطة تضطرب بين إنجليزية وفرنسية
وحينما فكرت في أمرها أول الأمر وأنا في غرفة دراستي، كنت أوثر أن تكون لها نفس صافية، بينما تفتقر إلى الخلق الشخصي القويم، حتى أنها تخدع نفسها بنفسها، وينتهي بها الحال إلى أن تعود غير خليقة أن تؤمن على أية حقيقة على وجه الإطلاق
ولم تكن القصة التحليلية - حينذاك - قد عرفت سبيلها إلى الذيوع؛ ولاسيما في الأوسط المدرسية؛ وبذلك كان اختياري الطبيعي لهذا الطراز محدداً للمنهاج الذي التزمته ودرجت عليه في مستقبل أيامي
ولقد علمت، عامدة أو غير عامدة، أن البطلة الأنموذج فيما كان تتاح لي قراءته من القصص، لم تكن تعني كثيراً بمطابقة الحقيقة ومحاكاتها. حتى أن تلك القصة العظيمة التي