قال الرواى. . . وجاء الشيخ محمد عبده من الشام الى مصر لابسا (ككولا) فهبت عليه عاصفة الازهريين وافتوا بان ارتداء هذا الملبس الذي يسمى (الككولا) حرام! ونشبت يوم ذاك معركة حامية دارت رحاها حول (الككولا) وحكم لبسها في الشرع: اهو حلال ام حرام. .
روى لنا الرواى ذلك الذي حدث في مصر منذ عشرات السنين، بمناسبة الفتوى التي اصدارها بعض كبار العلماء في شان (البيبسى كولا) مفتيا بانها من طيبات ما احل الله. . .
ولعل الذي ربط بين الحادثين، فجعل هذا يذكر بذاك ان كلا من موضع الفتوى فيهما ينتهى بلفظ (كولا)، وان كان هناك فروق بينهما، فـ (الككولا) قيل انها حرام وان صارت فيما بعد حلالا ولبسها الازهريون عامة ولبسوا اكثر منها. . . و (البيبسي كولا) هاهى ذي يقال انها حلال ولم تنته المعركة بعد، ولسنا ندري عم تتمخض؟
ولكن متحدثا اخر في المجلس يكاد ينبه الى امر اخر يربط بين الحادثتين، فيقول: اقد فرغ علماؤنا الاعلام من كل ما يرجى منهم في الامور الخطيرة بهذا البلد الحافل بالسيئات فلم يبق امامهم الا (البيبسى كولا)، ولم يكن يبقى امامهم الا لبس (الككولا)؟ الا يدل ذلك على انهم لا يتصدرون الا في (الهايفة)!
ثم لننظر في الفتوى التي اصدرها فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف (عضو هيئة كبار العلماء ومفتى الديار المصرية سابقا) مبينا فيها حكم الشرع في شرب (البيبسى) قائلا بانه حلال، وقد نشرت صورة فضيلته مع الفتوى في مختلف الصحف.
لا اريد ان اتعرض للفتوى في ذاتها، فهى تافهة، اذ كل ما فيها من فقه ان ثلاثة من الشتغلين بالتحليل الطبي قالوا انها خالية من المواد الكحولية والمواد المخدرة ومادة (البيبسين) المستخرجة من معدة الخنزير، فهي اذن حلال. وكل مسلم يعرف انه متى ثبت ذلك فلا بد ان تكون حلالا!