جلست كعادتي في عصر كل سبت أفكر في موضوعيَ الأسبوعي للرسالة، فتردد على خاطري المكدود معانٍ شتى من وحي الساعة وحديث الناس وحوازِّ القلوب، كمأساة حلحول في فلسطين، وصلة الجديد بالقديم في الأدب، فكنت أذودَها بالفتور والإهمال، لأن معنى من المعاني القوية كان قد استبد بذهني منذ الصباح فهو يراوده ويعاوده ويلح عليه حتى لم يكن من الكتابة فيه بُد. ذلك بيان النبيل عمرو إبراهيم رئيس نادي الفروسية الذي بعث به إلى الأهرام وطلب إليها أن تنشره (كاملاً) في عدد اليوم. والذي استفزني من هذا البيان لَهجته الأميرية المنتفخة في الرد على رئيس الوزراء، والطعن في بعض الكبراء، والدفاع الظنين عن نظام الطبقات، والتفسير المجازف لكلمتي الفلاح والديمقراطية، والتلميح المختزل إلى الساميَّة والطورانية؛ فإن هذه مسائل دقيقة ما كان ينبغي للنبيل أن يعرض لها بهذا الاستكبار، في بيان دفاعيّ لا يجوز أن يخرج فيه عن التنصل أو الاعتذار!
لست والحمد لله من طبقة أولئك النادين إلى هذه (الكُلبِّات) التي
تتضاءل فيها الديمقراطية بين أرستقراطية الدم أو المال أو المنصب فلا