ذكر بعض أصحاب مؤيد الدين محمد بن أحمد بن العلقمي الأسدي الوزير أنه سمعه يوما ينشد من شعره:
كيف يرجى الصلاح من أمر قوم ... ضيعوا الحزم فيه أي ضياع؟
فمطاع الكلام غير سديد ... وسديد المقال غير مطاع
وقال شمس الدين محمد بن عبد الله الكوفي الواعظ في دولة المستعصم بالله:
يا عصبة الإسلام نوحوا واندبوا ... أسفاً على ما حل بالمستعصم
دست الوزارة كان قبل زمانه ... لابن الفرات فصار لابن العلقمي
وفي سنة (٦٥٥) هـ (رحل السلطان هولاكو قان) من همذان نحو العراق، فلما اتصل ذلك بالخليفة المستعصم شاور وزيره مؤيد الدين ابن العلقمي في ما ينبغي فعله فأشار عليه ببذل الأموال وحملها إليه مع التحف الكثيرة والأشياء الغريبة والاعلاق النفيسة، فلما شرع في ذلك ثناه الدويدار الصغير وغيره، وقالوا له (ان غرض الوزير تدبير حاله مع السلطان هولاكو) فوافقهم واقتصر على انفاذ شيء يسير مع شرف الدين عبد الله بن الجحوزي فلما وصل إليه أنكر ذلك وأرسل إلى الخليفة يطلب إما الدويدار وإما سليمان شاه الايواني، وإما فلك الدين محمد بن الدويدار الكبير الدين الطبرسي فلم يفعل، وأرسل شرف الدين بن الجوزي أيضاً يعتذر عن ذلك، فسار السلطان حينئذ نحو بغداد)
قال عبد الرزاق بن الفوطي بعد سقوط بغداد في أيدي التتر (ثم دخل الخليفة المستعصم بغداد يوم الأحد رابع صفر ومعه جماعة من أمراء المغول وخواجه نصير الدين الطوسي وأخرج إليهم من الأموال والجواهر والحلي والزركش والثياب وأواني الذهب والفضة والاعلاق النفيسة جملة عظيمة، ثم عاد مع الجماعة إلى ظاهر سور بغداد بقية ذلك اليوم، فأمر السلطان هولاكو بقتله فقتل يوم الأربعاء رابع عشر صفر ولم يهرق دمه بل جعل في غرارة ورفس حتى مات ودفن وعفى أثر قبره
وسبب هذه القتلة أن بعض الناس المسموعي الكلمة الاقلاء العلم قال لهولاكو: لو أصاب الأرض قطرة من دم الخليفة لانقلبت الدنيا بأهلها، فجارى هولاكو هذه العقيدة وان لم يوقن