للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من روائع (دكنز)]

مطاردة. . .

للأستاذ محمود عزت عرفة

تقديم

عاش تشارلز دكنز في إنجلترا بين عامي ١٨١٢ و ١٨٧٠ م. وكان كاتباً روائياً مبدعاً؛ ومصلحاً اجتماعياً ثابت القدم في ميادين الإصلاح، شديد العارضة في التنديد بمساوئ المجتمع، وكشف مواطن الشر والرذيلة فيه

قصر أعظم جهوده على كفاح الفقر والبؤس والتشرد والجهالة وما إليهن، وحمل المجتمع ونظمه الجائرة وزر تفشيء هذه الأدواء الموبقة على عهده

وروايته: مغامرات أوليفر تويست - وقد نشرت عام ١٨٣٨ - تعد نموذجاً كاملاً لحملته في هذا الاتجاه، ففيها يعالج مشكلة الأطفال المتشردين علاج الطب الخبير. وأوليفر - في نظرنا - هو النموذج التام للإنسان البائس، الذي تلفظه الحياة ويأبى عليه المجتمع إلا حياة التشرد والذلة. ولكنه - على حد قول بعض النقاد الإنجليز - (يجتاز هذه العوالم من الرذائل والشرور دون أن يقع فريسة لها، أو يروح ضحية لمغرياتها وتجاربها)

وهذا الفاصل شبه المستقل الذي نترجمه من الرواية، يرينا أوليفر أول مقدمه إلى لندن (وهو غلام في مبدأ العقد الثاني من عمره) وقد وقع في شرك عصابة من اللصوص يحرك أفرادها من الغلمة الطرادين، يهودي عجوز يدعى فاجين

ونأمل كثيراً أن يلحظ القارئ مبلغ الشبه بين حوادث هذا الفصل ونظائره مما يمثل حتى اليوم على مسارح الشوارع في بعض مدائننا الكبرى!

وإذا كنا نعالج الآن بقايا مشكلات كتلك التي عالجها الغربيون منذ مائة عام، فأملنا وطيد في أن نحلها كأحسن ما حلوا، وأن نغير من أثرها فينا كأفضل ما غيروا، والله يتولانا بهديه وتوفيقه. . .

الترجمة

انطلق الفتيان الثلاثة مهطعين: المراوغ في إزاره الكميش وقبعته مثلثة الإطار، كما هو

<<  <  ج:
ص:  >  >>