للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب]

للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي

- ١٠ -

ج١٧ ص٢٦٠: وله (للأبيوردي):

ما للجبان الآن الله ساحته ... ظن الشجاعة مرقاة إلى الأجل

وكم حياة جبتها النفس من تلف ... ورب أمن حواه القلب من وجل

فقتَ الثناء فلم أبلغ مداك به ... حتى توهمت أن العجز من قِبلي

والعي أن يصف الورقاء مادحها ... بالطوق أو يمدح الأدماء بالكْملي

وجاء في الشرح: الآن الله ساحته: أي سهل الله حياته (جبتها): جمعتها، وهي في الأصل (حبتها) تحريف

قلت: (ما للجبان الآن الله جانبه) ذلله. و (كم حياة جنتها النفس من تلف) جنى يجني. و (بالطوق أو يمدح الأدماء بالكحل).

ج١٤ ص١٩٩: ومن مستحسن شعره (يعني أبا الفتح ابن العميد علي بن محمد):

عودي وماء شبيبتي في عودي ... لا تعمِدي لمقاتل المعمود

وصليه ما دامت أصائل عيشه ... تؤويه في فيء لها ممدود

ما دام من ليل الصبا في فاحم ... رجْل الذرا فينان كالعنقود

قتل الزمان فطارقات جنوده ... يبدلنه يققاً بِرُبْد سود

قلت: في اليتيمة، ومنها نقل ياقوت:

قتل المشيب فطارقات جنوده ... يبدلنه يققاً بسحْم سود

والخصومة اليوم بين الشاعر وبين المشيب، وهو إنما يدعو عليه. والمعروف قولهم: شعر أسحم - والأسحم الأسود - لا شعر أربد. والربدة هي نحو الرمدة وهي لون الرماد كما في الأساس. أو نحو الطحلة وهي بين الغبرة والبياض بسواد قليل، وهو طحل والأربد نحوه كما في القصص قال الحماسي (بكر بن النطاح):

بيضاء تسحب من قيام فرعها ... وتغيب فيه وهو وَحْف أسحم

فكأنها فيه نهار ساطع ... وكأنه ليل عليها مظلم

<<  <  ج:
ص:  >  >>