- تحدثت الصحف كثيراً عن الفلم الذي يخرجه شارلي شابلن الآن، وعينت موضوعه، وقالت إنه سيتناول حياة الديكتاتور هتلر، وزادت بعضها فسردت ملخصاً للفلم. وقد أهتم العالم كله بأنباء هذا الفلم لأنه سيكون الحرب التي يشنها الفن على القوة. . . ولكن هذا الاهتمام الكبير لم يتجه منه ولا جانب تافه إلى بطلة هذا الفيلم. . . ألست ترى شارلي مقصراً في الدعاية لبطلته، وأن الذي يدفعه إلى هذا التقصير أنانية في نفسه.
- يجب عليك أن تعلمي قبل كل شيء أن شارلي ليس هو المسئول عن هذا، فهو فيما أعتقد أبعد الناس عن الدعاية لأنه أقرب الناس من الفن الصادق. ثم يجب عليك أن تعلمي بعد ذلك أن حياة هتلر خالية من المرأة فيما يرى الناس. فإذا علمت هذا وذاك فإني أظنك ستعودين وتعتذرين لشارلي عن اتهامك إياه بالأنانية لأنه لم يقم الدنيا ويقعدها من أجل ممثلة تافهة سيمنحها المجد حين يبيح لها أن تقف إلى جانبه. . .
- يا سلام! أوليست هذه الممثلة التافهة هي التي سيبلغ بها نصف النجاح الذي ينشده؟ إنه رجل غدار لا وفاء له. وأكثر من هذا أنه يقصر حتى في أيسر المجالات
- بل إن شارلي متسامح. ويكفيه تسامحاً أنه لا يزال بسمح للنساء أن يظهرن على يديه، وأن يرقين إلى المجد على كتفيه، مع أنه بلغ بالمرأة كل الآلام التي تغمره. . . إنه رجل غفار، لا حقد عنده وأكثر من هذا أنه يجامل حتى في المعارك التي يخوضها في حياته. . .
- أية معارك هذه التي يخوضها شارلي في حياته؟
- كل أعماله معارك، وكل رواياته مواقع. وهو ينتصر فيها جميعاً، ويأبى دائماً إلا أن تكون إلى جانبه في كل نصر واحدة من بنات حواء، ينتشلها من غياهب الخمول انتشالاً وسموا بها إلى آفاق الذكر سمواً، ثم يرى نفسه مضطراً بعد ذلك إلى أن يتركها وأن يدعو