- ضابط في الجيش العراقي أبوه من مصر وأمه من لبنان؟ كيف اتفق ذلك يا ضمياء؟
- لذلك يا سيدي تاريخ. . .
- انتظري قليلا. . . قبل أن ندخل في تاريخ ليلى مع الضابط عبد الحسيب، أحب أن أسال: هل كان حبها ذلك الضابط أول حب؟
- نعم يا سيدي أول حب.
- منذ كم سنة أحبت ذلك الضابط؟
- منذ أثني عشر عاما.
- تذكري يا ظمياء أنك قلت إن ليلى في حدود الأربعين فهل يُعقل أن تظل عذراء القلب إلى الثامنة والعشرين؟
- نعم يا سيدي، وما أقوله تشهد به الست جميلة، وتعرفه الخالات والعمات والجارات في شارع العباس بن الأحنف وشارع صريع الغواني.
- ولكن هذا غير معقول، فما يمكن أن تظل فتاة عذراء القلب إلى الثامنة والعشرين!
- أنت يا سيدي غريب بهذه المدينة ولا تعرف النساء في بغداد.
- بغداد في عينك يا ظمياء! وهل بغداد تحمى المرأة من أن تكون لها عين تنظر وقلب يميل؟
- أؤكد لك يا سيدي أن ليلى لم تحب أحدا قبل الضابط عبد الحسيب.
- ولكن كيف اتفق أن تظل بلا زوج إلى الثامنة والعشرين؟
- لقد حفيت أقدام الخاطبين وهي ترفض بلا سبب معقول.
(فدونت في مذكرتي أن الفتاة التي ترفض الزواج، ويطول بها ذلك، لابد أن تكون أصيبت بنوبة حب، ولا بد أن يكون ذلك الحب صور لها فحولة الرجل في صورة فلسفية أو أدبية، ولكن هذا الحب سيظل مجهولا ما دامت ليلى تكتمه، وما دام النساء اللائى يحطن بها يتمتعن بقسط وافر من الغفلة، على قلة ما نرى من النساء الغافلات. ويظهر أن موقفي