نعود الآن فنرهب الموقف، وقد بدا لنا توجيه آخر، ذلك أن الغناء العربي من طابعه الإعادة والترداد، بأن تعاد الكلمات وأحيانا مقاطع هذه الكلمات، على نحو ما نسمعه اليوم، فهل يبعد أن كان ردد مغن مجيد مقطع (لي) من موالي، فكان من وراء هذا الترداد (لي لي) أو قل: ليلي مصدرة بأداة النداء القائمة بالأصل، ثم استحسن هذا التفنن وجرى الناس عليه إلى يومنا.
ولعل ما أغرى المغنين بالتمسك بصورة يا ليلي نزوعهم إلى التفرقة بين الغناء الغرامي والغناء الديني المفتتح بيا مولاي - كما هو شأن التمجيد في المآذن -.
عرفنا بعد ما تقدم أن يا ليلي أصلها يا موالي، فلنسجل هذا المذهب بجازم اليقين، لما أن البينات تدعمه، ثم لنسجل ما تبقى من تطورها بشيء من التحفظ، لما أن تاريخ الغناء ومرور الزمن تألبا على الغموض والإبهام.
انتقال يا ليل من الموال:
وكتب ليا ليل أن تفارق الموال إلى غيره من ضروب الغناء متنكرة بمظهر جديد - كما نرى نحن - منها.
يا ليل في الموشحات:
انتقلت يا ليل إلى الموشح بشكل (يا لا) و (يا لا لا) و (يا لان) و (يا لا لا لا) و (يا للي) كما في موضح (أحن شوقا) وتلحين الموشح كما يحدثنا الأستاذ رجائي:
أحن شوقا إلى ديا إلى ديار رأيت فيها جمال سلمى آه يا لان جانم يا لا يا لا لا يا لان جانم يا لا لا لا يا للي. . .
وقد تظهر بمظهرها الأصلي: يا ليل أو يا ليلي، كما في الموشح الحديث:(زالت الأفراح عنا)، وتلحينه كما يحدثنا الصديق رجائي: