للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الشعر المصري في مائة عام:]

علي الليثي

للأستاذ محمد سيد كيلاني

١٨٢٢ - ١٨٩٦

- ٣ -

ولليثي قصيدة نظمها في حادثة قمر النيل المشهورة واستقالة وزارة رياض باشا. وهي لا تقل عن تلك التي تحدثنا عنه في صدق العاطفة وقوة الإحساس. ومطلعها:

العيد وافي وحسن الحال منتظم ... والأمن عم وكل الناس قد نعموا

وإنجاب عن مصر ليل مد غيهبه ... تنميق واش بنصح صبحه حكم

يا طالما قد سعي الساعون وارتقبوا ... شق العصا وزفير الغيظ محتدم

لولا الأناة ولولا الحزم لابتهجت ... نفوسهم وعرى التدبير تنقصم

كل له غرض فيما ينقعه ... والألمعي يرى ما ضعه الكلم

ماذا عليهم إذا ما سيد كرما ... أغضى وأرضى رعاياه وسرهم

هكذا بدأ الليثي قصيدته، فهو في هذه الأبيات فرح مبتهج لحلول الأمن والطمأنينة بعد فترة من الخوف والهلع سادت بين المصريين قبيل حادثة قصر النيل، ويشير إلى دسائس العنصر الجركسي وبخاصة عثمان رفقي باشا وسعيهم في الإيقاع بين الخديو والعرابيين. وينوه بحلم الخديو وعفوه. وهو في هذا غير متكلف ولا متصنع بل أنه ليرسل القول من أعماق فؤاده.

ومنها:

الصفح والعفو أولى ما يزول به ... داعي التنافر والأحوال تلتئم

هذا فتى الحلم توفيق الزمان بدا ... من حلمه ما انثنت عن حلمه الأمم

فهل رأيت مليكاً في شبيبته ... قد سهل الصعب حتى كاد يتهم

سمح الخليقة رحب الصدر ذو أدب ... لم يعمل السيف فيما يعمل القلم

حرصاً على العدل لم يعجل ببادرة ... عند الحفيظة حيث الغير ينتقم

<<  <  ج:
ص:  >  >>