كل له غرض فيما ينقعه ... والألمعي يرى ما ضعه الكلم
ماذا عليهم إذا ما سيد كرما ... أغضى وأرضى رعاياه وسرهم
هكذا بدأ الليثي قصيدته، فهو في هذه الأبيات فرح مبتهج لحلول الأمن والطمأنينة بعد فترة من الخوف والهلع سادت بين المصريين قبيل حادثة قصر النيل، ويشير إلى دسائس العنصر الجركسي وبخاصة عثمان رفقي باشا وسعيهم في الإيقاع بين الخديو والعرابيين. وينوه بحلم الخديو وعفوه. وهو في هذا غير متكلف ولا متصنع بل أنه ليرسل القول من أعماق فؤاده.
ومنها:
الصفح والعفو أولى ما يزول به ... داعي التنافر والأحوال تلتئم
هذا فتى الحلم توفيق الزمان بدا ... من حلمه ما انثنت عن حلمه الأمم
فهل رأيت مليكاً في شبيبته ... قد سهل الصعب حتى كاد يتهم
سمح الخليقة رحب الصدر ذو أدب ... لم يعمل السيف فيما يعمل القلم
حرصاً على العدل لم يعجل ببادرة ... عند الحفيظة حيث الغير ينتقم