كان من أقوى بواعث السرور إلى مسز باكلتيد ومن أشهى أمانيها أن تصطاد نمراً، لا لأن شهوة القتل قد استولت فجأة على نفسها، ولا لأنها شعرت بأنها تترك الهند - عند مغادرتها إياها - آمن واهنا مقاماً مما وجدتها عند قدومها إليها إذ هي أنقصت من عدد وحوشها الضاربة بنسبة جزء من وحش إلى مليون من السكان؛ إنما نشأت هذه الرغبة المفاجئة الملحقة في اقتفاء خطوات ذلك الوحش النمرود على أثر ما سمعته عن لوناً بمبرتون التي ركبت منذ عهد قريب طيارة مع أحد الطيارين الجزائريين قطعت بها في الجو أحد عشر ميلاً؛ ولم يكن للوناً من حديث غير حديث هذه الرحلة الجوية الجزئية. وهذا حادث لم يكن لمسز باكلتيد بد من أن تكفه بحادث من جانبها أشد منه جراة وادعي إلى الإعجاب بأن تصطاد نمراً تحمل جلدة معها عند عودتها، وبأن تنشر الصحف مجموعة من صورها الفوتوغرافية لمناسبة هذا الحديث العظيم
ورسمت مسز باكلتيد في رأسها بالفعل صورة لمأدبة غداء تأدبها في بيتها بشارع كرزون استريت لغاية ظاهرها تكريم لونا بمبرتون، وباطنها أن يرى المدعوون جلد النمر الذي اصطادته يغطي القسم الأكبر من أرض الغرفة، وأن يستغرق حديث هذا الصيد كل الوقت الذي يقضيه الضيوف في هذه الوليمة. كذلك رسمت هدية للونا بمبرتون في عيد ميلادها المقبل. وكانت مسز باكليد امرأة شاذة في عالم مفروض فيه انه واقع تحت تأثير الجوع والحب، فكانت تتأثر - إلى مدى بعيد - في أغراضها وحركاتها بكرهها للونا بمبرتون
وساعدت الظروف مسز باكليد، فقد عرضت أن تدفع ألف روبية لمن يهئ لها فرصة اصطياد نمر دون التعرض لخطر جدي ودون بذل مجهود شاق. وقد اتفق أن إحدى القرى المجاورة كان في مقدورها أن تفخر بأنها الملتقى المحبب إلى وحش محترم الأصل اضطره ضعف الشيخوخة أن ينصرف عن تحصيل قوته بافتراس حيوانات الغاب، وأن يعود معدته القناعة بالحيوانات الصغيرة الأليفة. فحركت الألف روبية الموعود بها غزيرة القروبين الرياضية التجارية، فرابطوا ليل نهار على الحدود الخارجية للغابة المحلية ليبقوا