للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٧ - القرآن الكريم]

في كتاب النثر الفني

(وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله، ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون)

(قرآن كريم)

للأستاذ محمد أحمد الغمراوي

طلع زكي مبارك بمقاليه كما يطلع الشيطان بقرنيه. لا يستجيب إلى خير، ولا يبصر هدى، ولا يدعوا إلى رشد، ولا يأتي إلا بإثم أو إفك أو ضلال

وبضاعة زكي مبارك كلام يلقيه لا يدري أعليه يكون أم له، بل يلقيه بظن أنه له فإذا هو عليه، وهذا من خذلان الله له، ومن يحارب الله مخذول.

إن كان أحد عدو نفسه فذلك زكي مبارك. يبلغ منها بجهله وغروره ما لا يبلغ الخصم بعقله. يريد أن يخفي معايبها فيدل عليها، ويريد أن يدرأ عنها فيبدي عن مقاتلها

لقد كتب يدافع عن نفسه فأمكن منها في كل موقف من مواقف الدفاع: أمكن منها حين صاح مرتين يستغيث بالدكتور طه حسين، وماذا يملك له الدكتور طه وهو يجمع على نفسه من الاعترافات ما يوبق أقله ويهلك

وأمكن منها حين اعترف متطوعاً مختاراً بأن في كتابه آراء في أعجاز القرآن أخطر من الآراء التي رويناها له. وهو يعلم أي آراء روينا، ويعلم أن ما كشفناه للناس من آرائه قد هدمه وهده، ولا زال يمضه ويقض منه المضاجع. فأي نفع له في أن يقول إن هناك في كتابه ما هو شر وأخطر، اللهم إلا أن يكون أراد أن ينسب غيره إلى الغباوة، فنسب نفسه إلى الغباوة والحمق معاً. فإن الغبي الأحمق هو وحده الذي يريد أن يدفع عن نفسه فيعترف عليها اعترافاً كهذا فيه كل التأييد لما قال الخصم، وفيه بعد ذلك مزيد

وأمكن من نفسه حين أكد هذا الاعتراف بقوله إنه لو شاء لدل الخصم على تلك الآراء التي هي شر وأخطر! ونحن نعرف من كتابه كل ما يخاف كما قد أنذرناه، ومع ذلك فما الحاجة إلى تلك الآراء وقد دمغته أخواتها دمغة سيعرف بها ما عاش؟ ألا يكفيه من الوسم ما بلغ العظم؟ ألا يكفيه من الغل ما أحاط بالعنق؟ أم هو يريد غلاً يأخذ منه بالمخانق حتى يكتم منه الأنفاس؟ لينتظر فسيرى أنا نعرف منه ومما كتب ما لا يخطر له ببال.

<<  <  ج:
ص:  >  >>