المعجبون بفن محمود تيمور من الشباب السوري كثير. من هؤلاء الأستاذ نزيه الحكيم مؤلف هذه الدراسة الأدبية عن القاص المصري الكبير التي بدأها بعرض تاريخي عن الأسرة التيمورية ومنشئها وولوع بيتها بالعلم والأدب حتى كان أحمد تيمور باشا وكان ابنه الأستاذ محمود يدرج في أحضان بيت كريم. فإذا شب بدت عليه مخايل النجابة فهو منذ السن المبكرة يؤلف القصص حتى يجود بهذا الفن المدار الذي عرف به في الشرق وكانت له اليد السابقة عليه في نهضة القصة العربية الحديثة.
وفي الفصل الثاني من هذه الدراسة حلل المؤلف الأديب طبع تيمور وسجاياه من حب للخير وهدوء وإنسانية ممحوضة ظهرت آثارها في وصفه لطباع الأبطال في روايته وسجاياهم الهادئة وتصوير إنسانيتهم الخيرة الشفافة. ثم تحرّى وجهات فنه وطريقته في القصة وإيراد الحوادث مما لم ينسحب فيه على آثار غيره، وإنما جعله طابعاً لفنه معروفا لا تجثم عليه الواقعية الباهتة ولا تُغرِبُ حوادثه الأوهام. ثم مضى المؤلف في تبيان الألوان الفنية التي امتاز بها قصص تيمور والمراحل التي تحول فيها أثره من الفن الواقعي إلى التحليل النفسي ومن البيئة الخاصة المحدودة إلى الآفاق المنطلقة البعيدة. كل ذلك أتى عليه الأستاذ نزيه الحكيم بطريقة علمية ونقد تحليلي قويم تكاد كل كلمة فيه تنزل في مكانتها من المعنى الذي لا يؤدي بغيرها لدقة التعبير الفني. ثم أتبع هذه المراحل بخروج تيمور من القصة المقروءة إلى القصة التمثيلية وهو أفق أطلق تيمور فيه جناحي طائر يجيد التدويم. وحين وصل المؤلف إلى أسلوب تيمور بين التحول فيه أيضاً مما كان يعتريه في سوابق قصصه من لين في التعبير وانحراف عن مصح اللغة إلى هذه الحلية الحديثة في آثاره الأخيرة التي استقامت لغتها وأسلس تعبيرها.
المرأة ومركزها الاجتماعي في الدولة:
هذا كتاب طريف وظريف. أما طرائفه فلأنهُ يعني بتقديم المرأة عامة والمصرية خاصة بما يسدي إليها من نصح وإرشاد، وما يختط لها من خطط في إنهاضها وإصلاحها. وأما ظرفه فلأنُه حوار بين فيلسوف وتلميذه الفتي، فالفتى يجنح إلى عداوة المرأة والتنقير في عيوبها،