يرجع الإسلام في أصل دعوته وتفاصيل شريعته إلى قسمين:
١ - العقائد وما يلحق بها من أنواع العبادات
٢ - الأحكام العملية التي ينظم بها شئون الحياة
وللعلماء في بحث هذين القسمين طريقتان:
١ - طريقة السلف من العلماء الأولين الذين تلقوا دعوة الإسلام من معينها الصافي، لم تشبها الشوائب، ولم تتحكم فيها الأهواء ولا المذاهب، ولم تفرقها الفرق ولا الطوائف
٢ - طريقة المتأخرين الذين خلفوا من بعدهم بعد أن دخل في الإسلام ما ليس منه، وطغت على عقول المسلمين فلسفات أجنبية، وأفكار طارئة لا عهد لهم بها من قبل
ونريد أن ننظر في هاتين الطريقتين، لنعرف: أيتهما هي الطريقة القويمة التي يصلح بها شأن المسلمين في حاضرهم
(ا) طريقة السلف
تمتاز هذه الطريقة بالبساطة المطلقة في العقائد وما يتصل بها، فهي لا تعرف التعقيد، ولا تتكلف التأويل، ولا تنزل على أساليب الفلسفة الملتوية ولا المنطق المركب، ولا تتصيد الأخبار والروايات لتضخيم العقائد أو تركيب العبادات
إيمان بالله لا يعدله إيمان، مصدره الاقتناع النفسي، والاطمئنان القلبي الناشئان من النظر في ملكوت السموات والأرض، والتأمل في بدائع هذا الكون وأدراك أسراره، والإذعان لقدرة خالقه
وإيمان برسوله الذي أيده بوحيه، وأنزل عليه كتابه يتلى عليهم بكرة وعشياً، ويهديهم للتي هي أقوم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور
ورضا فيما وراء ذلك بما يخبرهم به الله أو الصادق الأمين عن عالم الغيب، لا يكلفون أنفسهم بحثه أو التعمق فيه، أو الوقوف على تفاصيله علماً منهم بأن الغيب لله لا يظهر