للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[سيجفريد في الأدب]

للأستاذ عباس محمود العقاد

أصبح خط سيجفريد مشهوراً في السنوات الأخيرة، وقد كان معروفاً في الحرب الماضية على غير الوصف الذي اشتهر به الآن، لأنهم كانوا يطلقونه يومئذ على مواقع الجيوش الألمانية خلف (السوم) ما بين كنتان ولاون، ولم يكن فيه حصون ولا أنفاق ولا مكامن كالتي بنوها في هذه السنوات محاكاة لخط (ماجينو) المعروف

وليس للتسمية مصدر من التاريخ ولا من فنون الحرب، وإنما مصدرها كله أساطير وأناشيد وخيال

خرافة شمالية قديمة نقلها الألمان عن أمم (الاسكندناف) ما بين أواخر القرن الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر، وجاء (فاجنر) فأدار عليها بعض رواياته الموسيقية ومنها واحدة باسم البطل سيجفريد سليل ملوك البلاد الواطئة وسليل الأرباب العلويين من قبل ذاك

وقد سمى الخط بهذا الاسم لأن نشأة سيجفريد وتربيته كانت بين البلاد الواطئة ووادي الرين حيث يقوم الخط الآن

وهناك مشابه تجمع بين البطل والخط في مجاز الأساطير

فقد كان سيجفريد يملك طيلسان الإخفاء فيلبسه فيصبح في قوة أثنى عشر بطلاً ولا تراه عين الناظر من أبناء الفناء

وكان جلده منيعاً على طعن الحراب والسيوف، لأنه قتل التنين الحارس لذخائر الرين وسبح في دمه فنشأ له جلد خشن سميك في صلابة القرون التي كانت على التنين

وكان له سيف صاغه بيديه من سيف أبيه المكسور، يقصم كل شيء ولا يقصمه شيء من الأشياء

لكن الأسطورة لا تقف عند هذه المشاية بل تعدد صفات أخرى لسيجفريد ليست مما يرتضيه هتلر وتابعوه

فقد كان النحس مظلاً للبطل المحبوب من مولده إلى مماته

مات أبوه قبل ولادته وماتت أمه بعد ولادته بقليل، ورباه قزم بغيض كان هو أول العاقين له المبغضين لمرآه

<<  <  ج:
ص:  >  >>