للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في إرشاد الأديب]

إلى معرفة الأديب

للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي

- ١٦ -

ج ٢ ص ٢٢٧: أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخصيب كان بليغاً مترسلا شاعراً أديباً متقدماً في صناعة البلاغة، وكان بينه وبين ابن المعتز مراسلات وجوابات عجيبة. وهو القائل:

خير الكلام قليلٌ ... على كثير دليلُ

والِعيُّ معنى قصيرٌ ... يحويه لفظ طويل

وللبليغ فضولٌ ... وللعيّ فضول

قلت:

خير الكلام قليلُ ... على كثير دليلٌ

وللبليغ فصولُ ... وللعي فضولُ

فالبيت الأول مقفى، والبيت الثالث مصرع، وليس البيتان بمصمتين.

ج ١٨ ص ٢٣٨: ابن التعاويذي:

وعلام أشكو والعهود نقضنها ... بلحاظهن إذا لوين ديوني

هيهات ما للغيد في حب امرئ ... أرب وقد أربى على الخمسين

ومن البلية أن تكون مطالبي ... جدوى بخيل أو وفاء خؤون

ليت الضنين على المحب بوصله ... ألف السماحة عن صلاح الدين

قلت: (وعلام أشكو والدماء مطاحة بلحاظهن) كما روٌى في (الوفيات) في سيرة بطل المسلمين صلاح الدين. وقد يكون الأصل (والدماء مفاحة) وأفاح دمه هراقه كما في (اللسان). وتخلص ابن التعاويذي هو من التخلصات المنكرة وإن لم يبلغ في القبح ما بلغه قول شاعرنا المتنبي:

على الأمير يرى ذلي فيشفع لي ... إلى التي تركتني في الهوى مثلا

<<  <  ج:
ص:  >  >>