للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المرحوم محمد مسعود بك]

للأستاذ خليل مطران بك

مضَوا تَباعاً وهذا يوم مسعود ... هل في الكِنانة قلبُ غُير مكمود

نوابغٌ ملأوا بالفخر عصرهمُ ... وجددوا المجد فيه كلَّ تجديد

عادت به لِفحول الشعر دُولتُهم ... ودولةٌ للتحرير المجاويد

الكاتب الفذُّ قد ألقى يراعتَه ... بعد اصطحاب طويل العهد محمود

بحر من الأدب الزخَّارِ مُصْطَفِقٌ ... بِصَدرِ أرْوَعَ فيه حِشمة الرُّود

تراه في وجه مُسْتحىٍ وتَخبُرُه ... فلست تَخبرُ غيرَ النبل والجود

تبدي ظواهره ما في سرائره ... وقد تشعُّ نفوسٌ في التجاليد

يحيا وَدُوداً ومودوداً كأحسنِ ما ... يرجو وهل مِن ودوَدٍ غيرُ مودود

ولم يكن مع لين الطبع واهِيَهُ ... ولم يكن بمداجٍ أو بِرِ عدِيد

وربما صال ذَوْداً عن حقيقته ... فجال في الشوط جولاتِ الصناديد

جاري صِحافةَ مصر منذ نشأتها ... وِعبئُها مرهِقٌ في نضرة العود

بالعزم والحزم يستوفي مطالبها ... وهل بغيرهما إدراك منشود

حتى إذا آب من أقطاب نهضتها ... وسدًّد الرأيَ فيها كل تسديد

أجرى بما يخصب الألباب أنهرها ... كالنيل بالخصب يجري في الأخاديد

وعلم الطير في أفنان روضتها ... شتى الأفانين من شَدْوٍ وتغريد

إن الصحافة موسوعات معرفة ... يزود العقل منها خير تزويد

تزيد أخبارها بالناس خبرته ... حتى تُقَوَّمَ منه كل تأويد

مسعودُ مَهَّدَ في مِصر السبيلَ لها ... فحاز فضلين من سبق وتمهيد

ثم انتحى مُرْصِداً للعلم همته ... متابعاً كل مجهود بمجهود

يعي معارف ألواناً ويخرجها ... لفظاً ومعنى بإتقان وتجويد

فمن تأليف لا تُحصى فوائدها ... محدودة ومداها غير محدود

ومن رسائل في فن وفي لغة ... سيقت لإفرار رأي أو لتفنيد

ومن مباحث في التاريخ شائقة ... وفي البحار وفي الأمصار والبيد

<<  <  ج:
ص:  >  >>