القصَص
قصة المفاتيح
للقصصي الروسي مكسيم جوركى
(تتمة ما نشر في العدد الماضي)
وكان زيومكا أثناء ذلك، وهو الملحد الحقيقي، يتثاءب عالياً، فنظر إليه صديقه نظرة احتقار ثم اطرق برأسه؛ وحدقت العجوز بنظرها في زيومكا دون أن تمسك عن القراءة، فخجل من ذلك ومسح أنفه وأدار عينيه ليرى نتيجة تثاؤبه فلم تكن إلا تأوهاً خاشعاً.
ومضت دقائق هادئة إذ كان لصوت القارئة المرتل أثر في الطمأنينة:
(إن غضب الرب ينزل من السماء على كل غير رباني. . و. .) وصرخت القارئة فجأة في وجه زيومكا: (أتريد. . .؟)
فأجاب في استكانة: (أنا. . . أنا. . . لاشيء! تابعي القراءة؛ إنني أستمع)
فسألته العجوز غضبى: (لماذا تلمس القفل بيديك القذرتين؟)
- (إنه ليهمني. . . إن صنعه جميل جداً. . . إنني أفهمه، كنت قبلاً صانع مفاتيح، وأردت أن أجسه. . .)
وقالت العجوز: (انتبهوا، ماذا قرأت لكم؟)
وقال زيومكا: (إنني أستطيع أن أعيده. . . إنني أفهم)
وقالت العجوز: والآن؟
- (لقد كنت ترتلين تعاليم الدين، وتذكرين عدم الإيمان بالرب. المسألة في غاية البساطة، فكل شيء من ذلك حقيقي. لقد كان ذلك يحز في قلبي.)
ونظرت العجوز إلينا وهزت رأسها وقالت:
(إنكم مفقودون. . . كالحجارة. . . ارجعوا ثانية إلى عملكم)
وقال ميشكا وعلى فمه ابتسامة المعترف بذنبه: (يظهر إنها غضبى)
وحك زيومكا رأسه وتثاءب والتفت إلى العجوز دون أن يراها وسار في طريقه وأطرق مفكراً: (إن قفل الكتاب من الفضة) وسرت في وجهه قشعريرة