للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من تراثنا العلمي]

تعبير الرؤيا لأبن قُتيبة

وصف وتلخيص لنسخة مم كتاب مفقود

للأستاذ علي الطنطاوي

يزاول ابن قتيبة في هذا الكتاب بأسلوبه المتين، وطريقته السوية، بحثاً هو اليوم جيد في اللغات الأوربية، لم يكد يعرفه أصحابها قبل فرويد النمساوي وأصحابه: يونج السويسري، وادلر الألماني، وبودوان الفرنسي، ورفرز الانجليزي، وهو ينفق وهؤلاء الباحثين في كثير من مسائل هذا البحث، وإنما يختلف عنهم في أنه استمد من معين النبوة، فأصاب كبد الحقيقة، وتمكن من سواء الثغرة. اتكلوا على ظنونهم، فحاموا حول الورد، وصدروا من غير ري!

والكتاب كما سترى في وصفه من الكتب الجليلة التي نرجو أن يتيح الله لها ناشراً، وهذه النسخة التي تصفها من مخطوطات (المكتبة العربية) العامرة (بدمشق)

أما تعبير الرؤيا فقد ثبت في الدين، ونطقت به السنة، وتواترت به الأخبار: أخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي عن أبى هريرة رضي الله عنه، أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، ورؤيا المؤمن جزء من ستة واربعين جزءاً من النبوة)

وأخرج البخاري ومسلم والترمذي عن سَمُرةَ بن جُندب، انه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نحن الآخرون السابقون، وبينا أنا نائم إذ أوتيت خزائن الأرض، فوضع في يدي سواران من ذهب، فكبرا علي وأهماني، فأوحي إلي أن انفخهما، فنفختهما فطارا. فأولتهما الكذابين بين اللذين أنا بينهما: صاحب صنعاء (أي الأسود) وصاحب اليمامة (أي مسيلمة)

والأخبار في ذلك مستفيضة

وأما ابن قتيبة، فهو الإمام العَلَم. صاحب التصانيف الجليلة: أدب الكاتب، وعيون الأخبار، وطبقات الشعراء، والميسر والقداح والمعرف وغيرها. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>