هذا هو العنكب، فإذا كنت ترغب في مشاهدته فالمس نسيجه ليتحرك ويسرع بالظهور، أهلا بك أيها العنكب، إنني أرى على ظهرك شعاراً أسود مثلث الزوايا، وما يخفى عني أيضاً ما تضمر من النقمة في سريرتك.
أن للسعاتك بقعاً فاحمة على الجلود ولها سمها المضلل في النفوس، أيها العنكب، فأنا أخاطبكم بالرموز، أيها العناكب المضللون المبشرون بالمساواة. فما أنتم في نظري إلا مستودع لعواطف الانتقام
سأكشف عن مكانكم وأنا أواجهكم بقهقهة تسقط عليكم من الذرى التي أتسنمها. وهأنذا أمزق نسيجكم حتى إذا تملككم الغضب خرجتم من مغاور أكاذيبكم وتدفقت نقمتكم بكلمة العدل التي تتفوهون بها.
لقد وجب علي أن أنقذ الإنسان من عاطفة الانتقام، وهذا الواجب هو المعبر المؤدي إلى اشرف الآمال ينتصب فوقه قوس قزح بعد هبوب العواصف الكاسحات. ولكن إرادة العناكب لا تتجه إلى هذه الغاية، فهم يتناجون فيما بينهم قائلين: لا عدل إلا في عواصف انتقامنا تهب على العالم لتلقي العار على كل من ليس منا.
وهم يقولون أيضاً: ما من فضيلة إلا في طلب المساواة، فلنرفع عقيرتنا ضد كل سلطان.
آي كهان المساواة! لقد تسلط عليكم جنون عجزكم، فهتفتم بهذه المساواة وقد كمنت شهوة عتوكم واستبدادكم وراء ما تعلنون من الفضائل.
إنني أرى فيكم الغرور المتمرمر والحسد المقيم، ولعل الحسد الذي رعى قلوب أسلافكم يتعالى منكم الآن لهباً يندلع بجنون الانتقام، وما الأبناء إلا مظهر ما أضمر الآباء. ولكم أفشى الابن سر أبيه!
إن لهؤلاء الناس مظهر المتحمسين، وما تلهب حماسهم المحبة بل الانتقام. وإذا، وإذاً ما