للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

للأستاذ عباس خضر

حول معركة القزويني

قرأت كلمة صديقي الأكبر الأستاذ الشيخ عبد المتعال الصعيدي التي عقب بها على ما كتبته بعنوان (معركة القزويني في الأزهر) وهي المعركة التي دارت ولا تزال دائرة بينه وبين الأستاذ الشيخ محمد خفاجي على كتاب (الإيضاح) في علوم البلاغة. وقد صورت المعركة على أنها منافسة بينهما بناء على ما تبادلاه في مناقشاتها المطبوعة من عبارات تدل على أن كلا منهما - في رأي الآخر فرض شرحه على الطلاب وحارب شرح الآخر بغية الاستئثار بالكسب المادي. وطبيعي أن يهتم الأستاذ عبد المتعال بنفي ذلك عن نفسه، ويقرر ما يليق به من أنه لا يبغي إلا طريقة يختطها في الإصلاح العلمي، وقد تلقيت كتابه (دراسة كتاب في البلاغة (شاكراً له تفضله بإهدائه، وتصفحت الكتاب فرأيت به نقداً لشرح الشيخ خفاجي، وهو يشير في خلاله إلى تفضيل شرحه على شرح زميله بأنه جرى فيه على طريقة موضوعية تجانب المماحكات اللفظية، على خلاف زميله الذي عنى بنقل عبارات الحواشي والخلافات اللفظية. أما الشيخ خفاجي فإنه يقر بأنه فعل ذلك بل يفخر به، وأما الشيخ عبد المتعال فليس جديداً علينا أن نعلم أنه عالم مطلق الفكر وكاتب صاحب رأي، وأنا لم أر شرحه للإيضاح وأعتقد مع ذلك أنه سلك فيه المسلك الذي وصف. ولكني رأيته في كتاب (دراسة كتاب في البلاغة (يعني بالمماحكات اللفظية بينه وبين زميله، كما يعنى زميله بها أيضاً، فمن الأمور التي اختلفا عليها الفرق بين الكون الموصوف بالفصاحة والبلاغة للكلام وكون الموصوف بهما المتكلم، وهل الإيضاح في (علم) المعاني والبيان أو في (علمي) المعاني والبيان، وهل كتاب الأطول للسيد أو للعصام، وذكر الأستاذ عبد المتعال غلطات نحوية وإملائية وقع فيها زميله. وهكذا نرى الأستاذين متأثرين بمماحكات الخطيب والسكاكي وقبيلهما. والمؤسف أن هذه المطبوعات التي يتبادلها الأستاذان يتداولها الطلاب بل هم قراؤها المقصودون، وما أظنها ذات أثر حسن في نفوسهم ولا في عقولهم. أريد بعد ذلك أن أخرج من هذه الدائرة الضيقة، دائرة المعركة الأزهرية إلى مجال أوسع يشمل دراسة البلاغة على وجه عام وهي خواطر أثارها في نفسي قول الصديق الأكبر:

<<  <  ج:
ص:  >  >>