في سنة ١٩٤٣ أصدر الدكتور العراقي فائق شاكر كتاباً عنوانه (عالم الذباب) تعرض فيه لحديث الذباب بالشرح والتأييد، وانبرى له المرحوم الأستاذ معروف الرصافي شاعر العراق بالجرح والتفنيد. وقد تجدد اليوم هذا الخلاف بين مجلة لواء الإسلام ومجلة الدكتور فرأينا من المفيد أن ننشر مقال الأستاذ الرصافي وقد أرسله إلينا في حينه فلم ينشر لبعض الأسباب.
الحديث النبوي
نذكر لك أولاً نص عبارة الحديث الذي ذكره الدكتور في رسالته عن أبي هريرة (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء، وفي الآخر شفاء وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء).
وفي روايتي النسائي وأبن ماجه. (إن أحد جناحي الذباب سم، والآخر شفاء، فإذا وقع في الطعام فامقلوه فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء).
هذا ما ذكره الدكتور في رسالته. ونذكر نحن الروايات الآنية نقلاً عن شرح البخاري للعيني).
(إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، فإن في إحدى جناحيه داء، والأخرى شفاء) الجزء السابع الصفحة ٣٠٢.
ونقلاً عن شرح البخاري أيضاً للعيني:
(إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن في إحدى جناحيه شفاء وفي الأخر داء). الجزء العاشر ص ٢١٧
ونقلاً عن الجامع الصغير للسيوطي هكذا.
إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فأن فيه إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء). رواه البخاري وابن ماجه عن أبي هريرة.
وقبل كل شيء نطلب انتباه القارئ إلى اختلاف هذه الروايات في عبارة الحديث اختلافاً لفظياً ناشئاً على ما نرى من أنهم كانوا في الأكثر يروون الأحاديث بالمعنى فيتصرفون في