[من شعر الشباب]
لا تباهوا
للأستاذ فخري أبو السعود
مَنْ لُمْلكٍ بات مهضوم الحمى؟ ... وتراث بات نهب الناهبين؟
ولأرض نام عنها أهلها ... تاركيها بين أيدي الآخرين؟
وتخلى قادة عن أمرها ... فاستوى المائن منهم والأمين
خيرها يخطي شعبا قانعا ... ويصيب الدخلاء الطامعين
كل من هبوا على الأرض سعوا ... يبتغون الرفد فيها والمعين
كلهم من عسكر أو عزل ... جند إذلال عليها يخطرون
أمنوا فيها فكانوا حربها ... ومشوا في ظلها مستهزئين
من لشعب فترت همته ... للذي يجري عليه مستكين؟
يتسامى كل شعب للعلا ... وهو يشقى في حماه يهون
ورأى حرية القوم دنت ... موردا لكنهم لا يردون
قيد الحرص من الشعب الخطى ... فهو بالعيش وإن ذل ضنين
ولو اعتزوا بعزم لعنا ... لاعتزام الشعب كيد الكائدين
ولدانت لهم آمالهم ... إنما الآمال بالعزم تدين
لا يطل منا بفضل أحد ... لا يعز الفرد والجمع مهين
لا تساموا درجات بينكم ... كلكم للغاصب العادي قطين
لا تباهوا بمغان رفعت ... هي للسكن قبور وسجون
أو بألقاب علا زائفة ... تتغالون بها مفتتنين
أو بأثواب عليكم نمقت ... أنتم أسرى بها لو تعلمون
حيثما راح ابن مصر أو غدا ... فهو في الأسر وفي القيد رهين
حرروا أعناقكم ثم أفخروا ... بحطام أو بجاه تملكون
ما ارتقاء ندعيه بيننا ... ونهوض وعلوم وفنون
يالشعب بات عن حرية ... غافلا يلهيه سفساف الشؤون