للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حديث الأزهار]

للكاتب الفرنسي آلفونس كار

الفونس كار من أبرز أدباء القرن التاسع عشر وقد أشتهر بأسلوب خاص من السهل الممتنع، ومن ابلغ آثاره (حديث الأزهار) وهو مجموعة قطع صغيرة في كل منها مجال وسيع للتفكير، وهذه بعض أحاديث أزهاره أنقلها إلى العربية وأقدمها إلى قراء الرسالة.

ف. ف

(١)

الزهرة الأولى

لقد انبلج صبح نيسان (أبريل) فإلى الحقول يا بنات الأمل لاقتطاف أول زهرة من أزهار الربيع.

اقطفي أول زهرة يا فتاتي وضعيها تحت طيات ثوبك على صدرك، فأنها طلسم السعادة يشدد العزم ويحيى الأمل.

ليست الوردة ولا البنفسجة أولى أزهار الربيع، بل هي الزهرة التي تلمحها العين قبل سواها؛ هي التي يبدو لمرتاد الحقول كأول ابتسامة ترسلها الطبيعة من خلال دموع الشتاء.

لقد كانت الوردة أول زهرة أعلنت إلى قدوم الربيع في السنة الماضية؛ وكانت زهرة البنفسج رسول الحياة إلى قلبي في أول هذا الربيع. ومن يدري ما تكون الزهرة الأولى بعدها، فلعلها زهرة القبور.؟

من أي نوع كنت يا زهرة الربيع، أنت ابتسامة الحياة بعد الموت، ولمعة الأمل بعد اليأس. أنت الزهرة الأولى، لا تلمسك يد دون أن ترتجف، ولا تقع عليك عين دون أن تترطب بندى الأجفان.

إن الناظر إليك يا أولى الزهار، ليشعر بأن فتوة القلب ستعود مع فتوة الزمان، وأن النفس ستنور مع تتويج الأزهار وتخضّر ذاوياتها مع اخضرار الأوراق.

أنت الأمل يا زهرة نيسان، بل أنت ابتسامة أوهام ينخدع بها المرء فيؤمن بإمكان رجوع المنصرم وعودة خطوات الزمان.

<<  <  ج:
ص:  >  >>