للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أيام العروبة تبدأ في سورية!]

للدكتور عبد الوهاب بك عزام

سورية الكريمة العزيزة، سورية الجميلة الجليلة، سورية العربية الأبية، سورية الشجاعة الجريئة المجاهدة الصابرة تغسل اليوم عنها العار، وتستقبل الكرامة، وتبسم للحرية بعد أن طال عبوسها للعبودية، وتطوي صحيفة لعدوها سوداء لتنشر صحيفة لنفسها بيضاء، وتختم جهاد المعتدين لتبدأ جهاداً في الحياة السعيدة المجيدة، وتستأنف سيرتها العظيمة لتصل حاضرها الكريم، وماضيها الخالد بمستقبلها الو ضاء.

دمشق العتيقة الحديثة، دمشق الماضية الحاضرة التي ثبتت للخطوب ثبات قاسيون، وابتسمت للمحن ابتسام مروجها وجنانها

دمشق مجتمع الأحداث قد زخرت ... فيها كما اندفقت في البحر أنهار

دمشق قد استدار لها الزمان، ورد عليها الدهر مجدها المنشود، فهي اليوم ظافرة فرحة تأسو جراحها، وتعد للمستقبل عدتها. قد انجلت عنها الغمرات كما ينجلي النقع عن البطل المرزأ يعصب جراحه ولواء النصر في يده.

مرزأ بتلقي الخطب منصلت ... تنشق عنه من الأهوال أجفان

ليت شعري كيف الغوطة والربوة ودمّر والهامة اليوم؟

أترى أشجارها تتمايل طرباً، وأوراقها تصفق فرحاً! وكيف قاسيون ذو القمة الجرداء والسفح الأخضر.

نسر يرى اللّوح منه هامةّ عطّلاً ... لكنه ذنب الطاووس جرار

كيف قاسيون اليوم؟ أتراه شمخ برأسه عزة، بعد أن رمى عنه آثار المذلة. وحلق على الرياض فرحاً في هذا النهار، بعد أن وقع كئيباً في ذلك الليل؟

وكيف بردى ذو الفروع السبعة؟ أهو اليوم جذلان مطرد يصفق مائه بنسيم الحرية، وتمحو جريته الظلال البغيضة التي تراءت على صفحته سني الاستعباد؟

وليتني أرى الآن جامع بني أمية هل نطقت جوانبه تسبيحاً وتهليلا، وهل تهم قبة النسر بالتحليق كما يحلق الطائر الوحشي قطع الشرك أو أنفتح عنه المحبس!؟

وكيف أبطال تاريخنا في المدينة وحولها! كيف معاوية والوليد؟ وكيف نور الدين وصلاح

<<  <  ج:
ص:  >  >>