للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

للأستاذ عباس خضر

تكريم أم كلثوم:

في يوم الأربعاء الماضي احتفلت الهيئات الموسيقية في مصر بتكريم كوكب الشرق الآنسة أم كلثوم بدار معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية، لمناسبة عودتها من أوربا، تعبيراً عن السرور بشفاء عينيها واطمئنانها على صحتها بعد أن قلقت عليهما وامتنعت عن الغناء فشاركها الناس الأسف واكتأبوا لما نالها من الهم. فلما عادت سالمة قريرة إلى الوادي لتشدو في مغانيه، انبعثت النشوة في جوانبه وسرت الفرحة في أرجائه، ثم تبلورت بعض المشاعر في هذا الحفل.

ولئن اجتمعت الهيئات الموسيقية على تكريم أم كلثوم، لقد كرمت هي الموسيقى والغناء، ورفعت شأن الفن وأهله في هذا العصر بفنها العالي وشخصيتها المترفعة. ولم يكن تكريم أم كلثوم قاصراً على الهيئات الموسيقية التي نظمت الحفل ودعت إليه، وإنما كان تكريم مصر كلها لمهدية السرور إلى قلوي أبنائها، تكلم بلسانها أعلامها من شعراء وخطباء، وإن أم كلثوم لأهل لكل تكريم، فهي ثروة فنية طائلة، وإن اهتم الناس في مصر بتكريمها وتقاعدوا عن تقدير غيرها من الأدباء والفنانين، فقد أدوا واجبهم نحوها وقصروا في حق من أهملوه.

ألقيت في الحفل كلمات مناسبة للمقام من ممثلي الهيئات الموسيقية، وخطب الأستاذ توفيق دياب بك، وأُلقيت قصائد للأستاذ عباس محمود العقاد والأستاذ عزيز أباظه باشا والدكتور إبراهيم ناجي والأستاذ كامل الشناوي، وأزجال للأستاذ بديع خيري والأستاذ بيرم التونسي والدكتور سعيد عبده، وختم الحفل بكلمة الشكر من المحتفل بتكريمها، وما أبلغها كلمة! غنت لمكرميها رداً للتحية، فأعطت أكثر مما أخذت.

وتخلل ذلك غناء موسيقي، وقد قدم الموسيقيون ألواناً من عزفهم وفنوناً من ألحانهم، فردوا اعتبار الفن إليه بعد طول ما أساءت إليه الإذاعة بما تقدم من الغث الممجوج والمعاد المملول. ومما يذكر بالإعجاب قدرة الموسيقيين المصريين على عزف بعض القطع الرائعة من الموسيقى العالمية، ولا سيما الذي عزف موسيقى الباليه. وقد أبدع (خماسي مجلس

<<  <  ج:
ص:  >  >>