تاريخ القرآن هو كما قال المؤلف وجيز في سيرة النبي الأكرم والقرآن الكريم والأدوار التي مرت به من كتابته وجمعه وترتيبه وترجمته إلى سائر اللغات، طبعته مؤخرا مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر. وقد استند المؤلف، وهو من المستنيرين من علماء إيران ومن أسرة نبيلة بشرفها وعلمها في مدينة زنجان، في تأليفه على مصادر لكبار علماء السنة والشيعة وجود الكلام على ما تقتضيه بيئته، وربما تجاوزها إلى أبعد غاية كان في مقدوره تجاوزها. وحبذا لو كان قد توسع في القراءات واستخدم لذلك مثلا كتاب النشر في القراءات العشر لأبن الجزري المتوفى سنة ٨٣٣هـ والمطبوع في مدينة دمشق. وليته قال لنا شيئا في القراءات وما هي عليه اليوم في بلاد فارس والهند والصين وتركستان وجاوه والحجاز ومصر والعراق والشام وشمالي أفريقية، وتوسع في كلامه على ما قاله العلامة نولدكه في هذا المعنى ورد عليه؛ ومثله من يحسن عليه الرد؛ وبسط القول في الترجمات الإفرنجية وأيها أجدر بالعناية والقبول، إلى غير ذلك مما نرجو أن يتعرض له العلامة المؤلف في طبعة ثانية مزيدة
وقد صدر الكتاب الأستاذ أحمد أمين صاحب فجر الإسلام وضحى الإسلام بمقدمة موجزة قال فيها: ولئن ساغ في العقل أن يقتتل المسلمون أيام كان هناك نزاع على الخلافة، ومن أحق بها، ومن يتولاها؛ فليس يسوغ بحال أن يقتتلوا على خلاف أصبح في ذمة التاريخ، وأنه لولا ألاعيب السياسة، واستغفال الماكرين لعقول العامة، واحتفظ أرباب المطامع والشهوات بجاههم وسلطانهم، لا نمحى الخلاف بين الشيعي والسني، ولأصبحوا بنعمة الله أخوانا، ولنظر بعضهم إلى بعض كما ينظر حنفي إلى مالكي ومالكي إلى شافعي؛ ورجا أن يفكر عقلاء الفريقين في أحياء عوامل الألفة، وأن يترك للعلماء البحث حرا في التاريخ،