للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكميت بن زيد]

شاعر العصر المرواني

للأستاذ عبد المتعال الصعيدي

وللكميت أربع هاشميات أخرى غير هذه الهاشمية اللامية السابقة، وقد اتجه في مطالعها اتجاهاً جديداً ينكر فيه الاتجاهات العابثة التي اعتادها الشعراء في مطلع قصائدهم، وهي هاشمية الميمية التي تبلغ (١٠٢) من الأبيات، وثلاث هاشميات بائية تبلغ الأولى منها (١٣٨) من الأبيات، وتبلغ الثانية (٦٧) بيتاً وتبلغ الثالثة (٢٨) بيتاً

وقد قال في مطلع هاشميته الميمية:

من لقلبِ متيمَّ مستهام ... غير ما صبوةٍ ولا أحلامِ

طارقات ولا ادكارَ غوَاني ... واضحات الخدود كالآرام

بل هواي الذي أُجن وأُبدي ... لبني هاشم فرُوعِ الأنام

وقال في بائيته الأولى، وهي التي ذكرنا أنه عرضها على الفرزدق فأعجب بها، وفضله على الشعراء جميعهم، من بقي منهم ومن مضى:

طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب ... ولا لِعباً مني وذو الشوق يلعبُ

ولم يُلهني دارٌ ولا رسمُ منزل ... ولم يَتطرَّيْنِي بنانٌ مخصبُ

ولا أنا ممن يزجر الطير همه ... أصاح غراب أم تعرض ثعلب

ولا السائحات البارحات عشية ... أمرّ سليمُ القرن أم مرَّ أعضب

ولكن إلى أهل الفضائل والتقى ... وخير بني حواء والخير يطلب

وقال في مطلع بائيته الثانية:

أني ومن أين آبك الطرب ... من حيث لا صبوة ولا ريّب

لا من طلاب المحجبات إذا ... ألقى دون المعاصر الحجب

ولا حمول غدت ولا دمل ... مر لها بعد حقبة حقب

ولم تهجني الظؤار والمنزل ال ... قفر بروكاً ومالها ركب

جرد جلال معطفات على ال ... أورق لا رجعة ولا جلب

ولا مخاض ولا عشار مطا ... قيل ولا قرح ولا سلب

<<  <  ج:
ص:  >  >>