للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فوز نسوي جديد]

ملكات ووزيرات

بين الماضي والحاضر

للأستاذ محمد عبد الله عنان

منذ فجر التاريخ استطاعت المرأة أن تتبوأ الملك وان تحكم الشعوب؛ وهي مازالت تتبوأ الملك وتحكم الشعوب في عصرنا

ويقدم إلينا التاريخ منذ العصور الغابرة ثبتاً حافلاً من ملكات عظام شغلن عروشا خطيرة، وألقيت إليهن مصاير أمم وشعوب عظيمة، وقمن بتدبير الملك وقيادة الجيوش؛ ففي مصر الفرعونية، وفي مملكة سبأ، وفي تدمر، يتبوأ الملك نساء قويات العزم والشكيمة؛ وفي مصر أيضاً نرى ملكة رائعة الحسن هي كليوباترا تحاول رد الغزو الروماني عن مصر، وتفتدي الهزيمة بالحياة؛ ثم نرى في عصر الإسلام ملكة مصرية هي شجرة الدر تنظم شؤون الدفاع في مصر إزاء الخطر الصليبي؛ ونرى في الغرب، وفي العصر الحديث، عدة من الملكات العظيمات يسهرن على مصاير اعظم الدول الأوروبية مثل إيزابيلا ملكة قشتالة، وماري تيودور واليصابات ملكتا إنكلترا، وكاترين الكبرى إمبراطورة روسيا، وماريا تيريزا إمبراطورة النمسا

وفي يومنا هذا تتبوأ عرش هولندا أميرة عظيمة هي الملكة ولهلمينا؛ بيد أنه من غرائب الاتفاق ومفارقات الحوادث أن المرأة التي وصلت منذ العصور الغابرة إلى تبوئ العروش وقيادة الدول مازالت تناضل في عصرنا للحصول على ابسط الحقوق العامة التي يتمتع بها الرجل، فإذا ظفرت ببعض هذه الحقوق في بلد من البلاد اعتبر ذلك فوزاً عظيما لقضيتها

وقد وقع أخيرا في فرنسا حادث يعتبر فوزاً عظيما لحركة النسوية؛ ففي الوزارة الفرنسية الجديدة التي يرأسها زعيم الاشتراكية الفرنسية، مسيو ليون بلوم ثلاث نساء يشغلن مركز الوزارة، وهن مدام سيسيل برونشفيج إحدى زعيمات الحركة النسوية الفرنسية، ومدام ايرين كوري العالمة الكيميائية الشهيرة، ومدام سوزان لاكور الكاتبة الاشتراكية التي اشتهرت بجهودها في سبيل حماية الطفولة

<<  <  ج:
ص:  >  >>