قابلتني، وكنت أنا في هذه المرة المهموم فسألتني مشفقة:
- مالك؟
- إني متألم لصديق توشك نكبة أن تحل به ويلزمه العيش أن يمهد لها السبيل كي تحل به
- أعوذ بالله! ومن صديقك هذا؟ أأعرفه؟
- تعرفينه، ويعرفه الكثيرون. هو محمود حسن إسماعيل الشاعر، والموظف بوزارة المعارف
- محمود إسماعيل؟ وماذا جرى له؟
- عينه اليسرى ضعيفة - فيما تقول الوزارة - وهو الآن يعالجها ليقويها لينجح في الفرصة الأخيرة من فرص الكشف الطبي، لتجدد الوزارة عقده وتثبته في وظيفته. . .
- فهل أصابها سوء وهو يعالجها؟
- يقول إنها تتقوى
- وأي شيء في هذا؟
- أن يمتنع الشعر على محمود!
- إيه؟ ولماذا
- لأن عينه اليسرى هي التي يرى بها الشعر ما دامت على هذه الحال
- أما قلت لي هذا من الأول؟! حسبت ما يهمك جداً. وماذا يا سيدي؟
- لا شيء، أما يكفيك هذا؟ كم هم الشعراء في مصر الذين يشبهون محموداً في مصر الآن ومن قبل
- يا سلام؟! أإلى هذا الحد تكبره؟
- هذا رأيي. وقد قلته له في وجهه، وأنت تعرفين قلة ما أقتنع بالناس، وندرة ما أصرح