للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[على قبور الشعراء]

القبر هو النهاية المحتومة بعد الموت لكل نفس عاشت على وجه الأرض، وتختلف نهاية كل إنسان على حسب عقيدته وعمله، فمنهم من جعل نهايته هداية لغيره، ومنهم من حذر من غرور الدنيا، ومنهم من شرح نهايته، ومنهم من طلب المغفرة من الرحيم الرحمن!

وهذه وصايا بعض الشعراء لعل فيها عضة وذكرى، لمن كان له قلب يفقه مصيره المحتوم!

١ - أوصى أبو العتاهية الشاعر وهو يجود بنفسه أن يكتب على قبره: -

أذن حي تسمعي ... اسمعي ثم عي وعي

أنا رهن بمضجعي ... فاحذري مثل مصرعي

٢ - ولما احتضر يحيى بن عدي أوصى أن يكتب على قبره: -

ربَ ميت قد صار بالعلم حيا ... ومبقى قد مات جهلا وعيا

فاقتنوا العلم كي تنالوا خلوداً ... لا تعد الحياة في الجهل شيئا

٣ - نظم أبو الصلت الأشبيلي أبياتاً أوصى أن تكتب على قبره: -

سكنتك يا ديار الفناء مصدقا ... بأني إلى دار البقاء أصير

وأعظم ما في الأمر أني صائر ... إلى عادل في الحكم ليس يجور

فيا ليت شعري كيف ألقاه عندها ... وزادي قليل والذنوب كثير

٤ - وأوصى أبو العلاء المعري أن يكتب على قبره: -

هذا جناه أبي عليَ ... وما جنيت على أحد

٥ - ونظم ابن الزقاق اللخمي أبياتاً وأوصى أن تكتب على قبره منها: -

أإخواننا والموت قد حال بيننا ... وللموت حكم نافذ في الخلائق

فمن مر بيَ فليمض بيَ مترحما ... ولا يك منسيا وفاء الأصادق

٦ - وأوصى محمد بن إبراهيم الأندلسي أن يكتب على قبره: -

لئن نفذ القدر السابق ... بموتي كما حكم الخالق

فقل للذي سره مصرعي ... تأهب فإنك بيَ لاحق

٧ - وطاب ابن زهر الأندلسي أن يكتب على قبره: -

تأمل بحقك يا واقفاً ... ولاحظ مكانا دفعنا إليه

<<  <  ج:
ص:  >  >>