ذكر الأستاذ عبد القادر المغربي في العدد ٣٥٦ من الرسالة عدداً كبيراً من المآخذ التي رآها في الجزء الثالث عشر من كتاب نهاية الرب للنويري، ولا يسع كل أديب وباحث إلا أن يحمد للأستاذ تلك الغيرة على تصويب كتاب له قيمته الأدبية كنهاية الأرب خصوصاً وقد وفق إلى حد كبير من تلك التصويبات وإن أخطأه التوفيق أيضاً في كثير منها
وللنويري صاحب نهاية الأرب في قلبي مكانة لم يحتلها أديب غيره من أدباء العصر التركي فهو أحبهم إلي وآثرهم عندي، إذ أن بيني وبينه - فوق إعجاب بمجهوده الجبار في تصنيف موسوعته العظيمة - آصرة الوطن وهي فوق كل آصرة
ولعل من القراء من يذكر مقالي الذي كتبته منذ عامين في جريدة الأهرام عن النويري، ودعوت فيه إلى إحياء ذكرى هذا الأديب المنسي، ونوهت بفضل موسوعته وما أشاد مؤرخو الأدب بها، وكان أن أخرجت دار الكتب المصرية بعد ذلك الجزء الثالث عشر من نهاية الأرب مشكورة، وإن كانت لا تسير في إحياء هذا الكتاب إلا كما تسير السلحفاة
وإذن فقد حق عليّ رأيت الأستاذ المغربي يتسقط الخطأ تسقطاً، ويلتمس الزلل التماساً أن أنافح - بالحق - ما وسعني النفاح عن المؤلف تارة، وعن المصححين أخرى، وهأنذا مورد ما كتب الأستاذ ثم أتبعه نقاشي له
١ - (ص١١س٢١) قوله (ففتحها) صوابه (ففتحهما) إذ أن الضمير يرجع إلى العينين
هذا ما قاله الأستاذ الناقد وأقول: إنه ليس على ذلك التعبير غبار، والعرب كثيراً ما تذكر الاثنين - وخصوصاً إذا كانا لا يكاد أحدهما ينفرد وذلك كالعينين واليدين والرجلين - وتعبر عنهما مرة وبأحدهما مرة، قال الفرزدق:
ولو بخلت يداي به وضنَّت ... لكانْ عليَّ للقدرِ الخيارُ
فقال يداوي، ثم قال ضنت وهو يعني اليدين.
وقال آخر:
وكأن في العينين حبَّ قرنفُل ... أو سنبل كحلت به فانهلَّتِ