للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[عصابة روتشيلد]

١ - أمير هس كاسل يبيع الشعب ليهود فرنكفورت.

٢ - إنجلترا تخطف أفراد الشعوب وتجندهم لاستعمار أمريكا.

٣ - فلاسفة أوربا يشهدون على الإنجليز واليهود اللصوصية.

٤ - اليهود يدخلون من القاع ويخرجون من القمة.

للأستاذ محمد محمود زيتون

انتصف القرن الثامن عشر وما تزال الثروة العامة محصورة في استغلال الضياع، أو المعادن المسيطرة على الأسواق، وليس من سبيل إلى الغنى سوى امتلاك الأرض، وتوفير المال، والتعامل بالربا، فكان من الطبيعي أن يكثر المال في أيدي أصحاب الثراء، بينما يكاد ينعدم عند الكثيرين، مما أدى إلى استغلال ذوي الحاجة، ودعا إلى الغبن والاحتكار.

وهناك في مدينة فرانكفورت، عرف (ماير أنسلم روتشيلد) في حي اليهود - بتجارة الأوسمة والأحجار الكريمة، وأفاد من تعدد العملة في الدويلات خبرة بشؤون النقد.

وأصبح (الكونت هانادننزج) - الصديق الحميم لليهودي روتشيلد - أميراً على (هس كاسل) فكان له حق التصرف في رعيته، ولا يسأل عما يفعل بهم، فهو يجندهم ثم يبيعهم - كقطعان الغنم - للدول الأجنبية تستخدمهم في حروبها الطاحنة.

وكان التنافس في الاستعمار بين إنجلترا وفرنسا على قدم وساق، بيد أن إنجلترا قد بذلت الجهود الجبارة في طرد فرنسا من أمريكا الشمالية لتكون لها خالصة، وتنفرد هي باستعمارها، فاستعانت بأمير (هس كاسل) تشتري منه شعبه المجند لتحقيق مطامعها.

لم يكن الأمير لينسى فضل اليهودي عليه وما بذله من أجله لدى معارفه من أصحاب المصارف في فرانكفورت لتخليص ثروته الهائلة يوم فر بها من وجه نابليون سنة ١٨٠٦، ولو لم يكن غير هذا سبباً للمصادقة لكفى، ولكن الأواصر قد توثقت بدوام النصائح العملية التي كان يسديها روتشيلد إلى صديقه الأمير، فضلاً عما تميز به اليهودي من حذق بالغ في تدبير المال، وشح وصل بصاحبه إلى حد الجنون، وسيطرة نافذة على أسواق فرانكفورت.

<<  <  ج:
ص:  >  >>