كان جميلاً كالكأس المترعة. وجه أبيض كالحبب، ثم تتدفق الخمر في دمه، وتكمن في عينيه، وتنثال على لسانه
رأته فينوس يستحم في بحيرة مزهرة، فوقفت تنظر إلى هذا التمثال من بلور، يسبح في لجه من لجين! ولمحها الغلام فخجل وأستحيا، وطفق يخصف عليه من أوراق اللوتس. . . . ولكن الحياء ورد وجنتيه، وصبغ خديه، وفتر ناظريه، وتصبب في شفتيه فاحمرتا! وبذلك أصبح فتنة تملأ البحيرة، وعجباً يشيع في الماء
وسبح إلى الشاطئ المقابل؛ بيد أن فينوس كانت عنده قبل أن يبلغه هو، فانثنى يريد الشاطئ الأخر، فكانت فينوس عنده كذلك؛ فأرتد يحسب أنه يسبقها إلى الشاطئ المقابل كرة أخرى، ولكن الإلهة العنيدة كانت تسابق الوهم في الوصول إلى أحد الشاطئين؛ فلما نال الجهد من أدونيس لم ير بداً من البروز إلى البر، وليكن من أمر هذه الغادة التي تهاجمه بحبها وهو لا يعرف من هي - ما يكون!
- (أدونيس. . . . أليس كذلك؟)
- (؟. . . . .)
- (ألا تتكلم؟. . .)
وكانت قطرات الماء البلورية تتحدر على جسمه الرشيق، فمن يدري؟ أهي من البحيرة أم من ماء الخجل!. . .
- (تكلم يا أدونيس! ألا تعرف من أنا؟. . .)
- (؟؟. . . . . . . .)
- (أنا التي سجد عند إخمصيها مارس الجبار! لقد ألقى سلاحه لدى النظرة الأولى التي زلزلت بها أركان قلبه! ألا تصدق؟ أدونيس؟!. . .)