للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البَريدُ الأدَبيّ

جلالة الملك يحضر دروس الدين في رمضان

يحرص جلالة الفاروق أيد الله ملكه على أن يحيي سنن الراشدين من خلفاء الرسول، والصالحين من ملوك الإسلام، فشاءت جلالته أن يحضر دروس التفسير والحديث التي يلقيها في المسجد الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر في مساء كل خميس من شهر رمضان. وقد كان يوم الخميس الماضي افتتاح هذه الدروس بمسجد الأبوصيري في الإسكندرية. ففي الدقيقة الخامسة والعشرين من الساعة التاسعة أقبل موكب المليك الأعظم فاستقبله على باب المسجد العلماء والنبلاء والوجهاء والشيوخ والنواب وجمهور حاشد من طبقات الشعب، ثم أخذ مجلسه المتواضع في بيت الله بين عباد الله وشرع الأستاذ المراغي يلقي درسه الجامع بعد أن مهد له بهذه الكلمة البليغة قال:

(قبل أن أشرع في المحاضرة أرى لزاماً عليّ وأداء للواجب أن أفي لمولاي حضرة صاحب الجلالة (الملك فاروق) الأول أعزه الله ببعض حقه على الإسلام والمسلمين من الثناء والشكران، فقد أعاد سنة من سنن الإسلام بتحيته وبندائه الذي أذاعه أول يوم من رمضان هي سنة الأمر بالمعروف والاعتصام بهدى الله وأوامره تصدر من ولي الأمر، وهو أعزه الله باستماعه لمحاضرات دينية قد أرشد الناس إلى الرجوع إلى الحق وسماع آي الكتاب الكريم والسنة المطهرة

تلك نعم من الله تستوجب الشكر والدعاء بدوامها. ومما يزيدنا غبطة أن هذه الرعاية من المليك المعظم للدين جاءت في وقت نبتت فيه عند الشبان من أبناء الجيل فكرة الرجوع إلى الدين والاعتزاز به

ومما لا ريب فيه أن تعهد هذا الشعور سينميه ويقويه ويصل به إلى أبعد الغايات وأحب الثمرات. حقق الله الآمال وأدام (الفاروق) ذخراً للإسلام والمسلمين ولأهل الوطن أجمعين)

وقد انتهى هذا الدرس الديني في الساعة التاسعة والدقيقة العاشرة فما كاد جلالته ينصرف من المسجد ويبدأ الموكب الملكي في العودة إلى قصر المنتزه حتى هبت عاصفة التصفيق والهتاف بحياة الملك الصالح، وظلت تلاحق الموكب حتى عاد إلى القصر الملكي باليمين والإِقبال

<<  <  ج:
ص:  >  >>