للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٨ - الثورة المصرية١٩١٩]

للأستاذ أبو الفتوح عطيفة

كتلة إسلامية:

ما إن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها ١٩٤٥ حتى انقسم العالم إلى كتلتين: إحداهما شرقية وتتزعمها روسيا، والثانية غربية وتتزعمها أمريكا وإنجلترا. وقد ثار نضال وجدل: إلى آي الكتلتين تنضم مصر؟ أتنضم إلى الكتلة الشرقية أم الكتلة الغربية أم تقف على الحياد؟ وقد رد على هذه الأسئلة ردا صريحا واضحا فضيلة المرحوم الأستاذ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين قائلا: إن مصر أن تنضم إلى الكتلة الغربية ولا إلى الكتلة الشرقية وإنما يجب أن تقدم كتلة ثالثة هي الكتلة الإسلامية وتضم الباكستان وإيران وأفغانستان والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والمملكة العربية السعودية واليمن ومصر وليبيا وتونس والجزائر ومراكش.

وقد شهد يوم ٢٣ نوفمبر ١٩٥١ مولد هذه الكتلة، فقد زار دولة الدكتور محمد مصدق رئيس وزراء إيران مصر. وفي يوم الخميس ٢٢ نوفمبر ١٩٥١ أقام معالي الدكتور طه حسين باشا حفلة أهدت فيها جامعة فؤاد الدكتوراه الفخرية للزائر العظيم، وقد حياه ذلك: (إن شخص الدكتور مصدق يمثل الجهاد في أروع صوره) وذكر جهوده في تحصيل العلم بفرنسا وسويسرا وجهاده في سبيل تحرير وطنه وتقدير هذا الوطن له وإكباره لجهاده مما يشرف أسرة جامعة فؤاد الأول أن ينضم إليها، ثم ذكر الدكتور طه باشا أن الدكتور مصدق يجمع إلى جانب المجد السياسي المجد العلمي ونوره بمآثر مصدق العلمية.

وقد تحدث الدكتور مصدق في نهاية الحفل إلى المحتفلين به فقال: (أسأل الله سبحانه وتعالى أن يدعم الرابطة والأخوة بين مصر العزيزة وإيران أبدا. نحن مصممون على أن نحارب الاستعمار في السودان وفي عبدان مشتركين. إن الداء الذي تشكو منه إيران تشكو منه مصر والبلاد الإسلامية، داء واحد وداء مشترك.

فنحن نعرف العلة الأساسية لهذا المرض ونعرف أن الداء لهذا المرض هو الكفاح المشترك الذي يجب أن تقوم به البلاد الإسلامية جمعاء. .)

وهكذا بدأ قيام الكتلة الإسلامية. وفي نفس اليوم أعلن بيان مشترك وقعه رئيسا الوزارة

<<  <  ج:
ص:  >  >>