قلنا في عدد مضى من الرسالة إن الدكتور عمر فروخ أرسل إلينا كتابا مطولا حول هذا الموضوع يتهم فيه الدكتور عبد الوهاب عزام بكيت وكيت، ثم لخصناه وعلقنا عليه بما رأينا إنه الحق. وفي يقيني أن الدكتور فروخا لو عرف الدكتور عزاما أكثر مما عرف لاستبعد عليه أن يسرق بحثا من بيروت ليقرأه في مهرجان المعري بدمشق. ولكن الدكتور لم يرضه تلخيصنا لكتابه ولا تعليقنا عليه، فبعث إلينا بكتاب آخر يرمينا في مقدمته بالتعصب للدكتور عزام والتستر على (جريمته) والخوف من (نفوذه)، ويوعد بأنه سيطلب حقه من الدكتور عزام ومني بما طلب به المتنبي حقه في بيته المعروف، فرأينا تكذيبا لظنه وتبديدا لوهمه أن ننشر كتابه بنصه. قال عافاه الله بعد (الديباجة):
(طالعت المقالات التي كتبها الدكتور عبد الوهاب عزام عن لزوميات المعري وعن ترتيبها التاريخي في الأجزاء ٦٢٤ - ٦٢٥ - ٦٣٦ من الرسالة الغراء، ولقد لفت نظري أمران:
أولهما: أن الدكتور عزام قال في آخر المقال الثالث: (هذا ما بدا لي في تاريخ اللزوميات وترتيبها، فمن بدا له ما يؤيد رأيي أو ينقضه، فليتفضل مشكورا بالإدلاء برأيه والإبانة عن حجته) ومعنى ذلك إنه أول من فعل ذلك
وثاني الأمرين: أنني وجدت شبهاً عظيماً، بل تطابقا بين الأسس التي أتخذها الدكتور عبد الوهاب عزام لترتيب اللزوميات وبين الأسس التي كنت قد استخرجتها ثم جعلتها أساسا لكتابي (حكيم المعرة) الذي صدر في بيروت في شباط (فبراير) من عام ١٩٤٤
في هذا الكتاب عنيت بوضع أسس لترتيب اللزوميات، إذ أنني كنت أحاول حل قضية معقدة، هي ما ينسبه بعض المتأدبين، من التناقض إلى حكيم المعرة. وبعد تدبر هذه القضية بدا لي أن ذلك راجع إلى أن ترتيب اللزوميات على حروف الروي ليس الترتيب التاريخي لها مما بسطته في موضعه
واستطعت بعد الدراسة والمقارنة أن أضع أسس ترتيب اللزوميات على خمس قرائن (حكيم المعرة ص٢٤ - ٣٤):
أولا: إشارة المعري نفسه إشارة عامة إلى نظم اللزوميات وترتيبها (ص٢٤ - ٢٥ من