كانت بلدة (أترات) الهلالية الشكل ذات الجرف الأبيض، والبحر الأزرق والرمل الذهبي، تنام في هدوء تحت شمس شهر يوليو المشرقة، وقد برز على طرفي الهلال قوسان من الصخور مدليان على الماء السكن، أصغرهما واقع إلى الشمال كأنه قدم قزم، وأكبرهما إلىالجنوب كأنه ساق عملاق.
واحتشد الناس على طول الساحل راقدين على الرمل يتأملون المستحمين، وازدحمت شرفة (الكازينو) بالقاعدين أو السائرين المتنزهين، فبدت ملابس السيدات المزركشة ومظلاتهن الحريرية الموشاة كأنها حقل منسق الزهور. وأبتعد البعض عند آخر الشرفة يتجول هنا وهناك ويتمتع بالطقس الهادئ اللطيف بعيداً عن ثرثرة البعض الآخر.
ومشى جان سمر الرسام الشاب المعروف بجانب مقعد متحرك يدفعه الخادم، جلست عليه زوجه المقعدة تحدق في حزن إلى صفاء السماء تارة، والى الحشد المبتهج الجالس تحت الشمس الزاهية تارة أخرى. كانا صامتين لا ينظر أحدهما إلى الآخر.
وأخيراً قالت السيدة إلى زوجها - دعنا نقف هنا لحظة. كان كل من مر عليهما ويراهما صامتين ينظر اليهما نظرة إشفاق. كانوا يعرفون قصة غرامهما، تلك التي أصبحت أسطورة البلدة. لقد عقد عليها الرسام على الرغم من عاهتها.
وجلس على مسافة غير بعيدة منهما رجلان يتحدثان ويتطلعان إلى البحر، وتابع أحدهما حديثه قائلاً كلا، هذا غير صحيح. إني أعرف جان سمر جيداً.
- إذا لماذا تزوجها؟ لقد كانت مقعدة عندما عقد عليها أليس كذلك؟
- أجل، أنها الحقيقة. لقد تزوجها. . . حسناً. . . تزوجها كأي رجل يتزوج، لأنه كان مجنوناً.