قياس عبارات معجم البلدان هذه بما خطوه ياقوت في آخر النسخة التي بيد الكاتب نقلاً عن خط ابن فارس، لا يدع ريبة في أن هذه النسخة هي عين النسخة التي كتبها ياقوت لنفسه من نسخة ابن فارس
ختمت هذه النسخة من تمام الفصيح، كما يقول ياقوت في آخرها، يوم الأحد سابع ربيع الآخر سنة ٦١٦ في مرو الشاهجان، ويصرح ياقوت نفسه في معجم البلدان أنه كان في مرو الشاهجان سنة ٦١٦، وكان يفيد من خزائن الكتب النفسية في هذه المدينة، وأنه في السنة نفسها ترك المدينة خوفاً من التتار وبلغ خوارزم (الجرجانية) بعد قليل. وكذلك يصرح في معجم البلدان ومعجم الأدباء أنه كان بخوارزم في ذي القعدة من هذه السنة. ثم تركها هرباً من التتار أيضاً. ومن هذا يتبين أن ختم هذه النسخة في ربيع الآخر سنة ٦١٦ وقع قبل فرار ياقوت من مرو الشاهجان بشهرين أو ثلاثة
وأما كتابا الرماني فلسوء الحظ سقط أولهما من هذه النسخة كما سقط قسم من أول الكتاب الثاني، كتاب الحروف كما قلنا آنفاً
بين كتاب تمام الفصيح والقسم الباقي من كتاب الحروف ورقة واحدة بخط ياقوت لا صلة بينها وبين هذين الكتابين. والظاهر أنها خاتمة كتاب الرماني الذي سقط من نسختنا، وأول هذه الورقة:
(قابلت به نسخة أبي الفتح محمد بن أحمد بن أشرس النيسابوري التي قرأها على أبي محمد عبيد الله بن محمد الكاتب المعروف بابن الجراذي عن ابن الأنباري، وعلى أبي محمد بن يوسف ابن الحسين التراقي في سنة تسع وثمانين وثلثمائة. وصححته على اختلاف نضد هذه النسخة ونسخة السماع عن ابن الأنباري في تقديم بعض الكلام في