وللفاشية طرق للتنظيم. والحكومة الفاشية تتألف من الملك والمجلس الأعلى والوزراء ومجلس الشيوخ ومجلس النواب والمجلس الوطني للنقابات. ومن وراء هذا الحزب الفاشي على درجة عليا من التنظيم، وهو القيم على الحكومة الفاشية كما أن الحزب الشيوعي هو القيم على الحكومة البلشفية. ومن وراء هذا وذاك الزعيم. وهو رئيس الحزب الفاشي، ورئيس المجلس الأعلى، ورئيس الوزراء، ورئيس المجلس الوطني للنقابات. وفي يده تتركز كل السلطات
والجديد في هذا التنظيم أمران:
الأمر الأول هو أن أعضاء مجلس الشيوخ والنواب لا يأتون بطريق الانتخاب كما في الدول الديمقراطية، بل يأتون بطريق التعيين. فأعضاء مجلس الشيوخ يعنيهم الملك بناء على ترشيح الحكومة. وأعضاء مجلس النواب يعينهم المجلس الأعلى، ويصدق على التعيين الناخبون بطريق القائمة. والناخب يصوت لا كفرد سياسي، بل كشخص اقتصادي، فيفرق بين أصحاب الأعمال والعمال والقائمين بالأعمال الفكرية
والأمر الثاني هو أن هذه الهيئات المختلفة التي تتألف منها الحكومة الفاشية فيها هيئتان جديدتان لا نظير لهما في الدول الديمقراطية: المجلس الأعلى والمجلس الوطني للنقابات. أما المجلس الأعلى فهو اللجنة التنفيذية للحزب الفاشي نجح موسوليني في إدماجها في الحكومة الإيطالية. ويتألف هذا المجلس من نحو عشرين عضواً يرأسهم الزعيم. وفيهم أعضاء معينون لمدة غير محدودة، وأعضاء لمدة محدودة، وأعضاء بحكم وظائفهم. ويختص هذا المجلس بالنظر في المسائل التشريعية الكبرى، كسن القوانين الدستورية. وهو الذي تتركز فيه السلطة التنفيذية بعد الزعيم ويعين أعضاء الهيئات التي تتألف منها