[رسالة الشعر]
الشاعرة
للآنسة الفاضلة ن. ط. ع
نفس هذه الشاعرة فيعه الهوى تنزع إلى سماء الأدب، وتطمح إلى مجد القريض؛ ولكن عزلتها التقليد جعلتها تسير في فلكها الضيق لغير مستقر، وتطير في جوها المحصور إلى غير مدى. وفي هذه القصيدة التي كتبتها وهي تكابد سام النفس القاتل، وألم الجسم المبرح ما يعبر عن هذه الحال.
إلى أين مسراك يا شاعرة ... متى تهتدي روحك الحائره
إلام انجذابك نحو السماء ... وتغضين عن نفسك الثائره
وما المجد إلا خداع المعاني ... ألم تسأمي النظرة الساخره
رأيتك مذ كان فجر الشباب ... يهيمين بالمثل العاليه
وفي زورق حالم تبحرين ... ونفسك واثقة راضية
وأنت تخالين وادي الكمال ... قريباً وأثماره دانيه
وقلنا سلاحك، هل من سلاح؟ ... لديك به تقهرين العباب
طريقك أختاه وعر طويل ... وسوف تلاقين شتى الصعاب
فقلت سلاحي صدق الوفاء ... وهذا الطموح وهذا الشباب
وفي الزورق ما يروق النفوس ... ويبعث فيها الرضا والسرور
مجاريه مكفولة بالهدى ... مراسيه موكولة للضمير
يرف عليه لواء القريض ... فيدنوا له كل قاص عسير
وسار الشراع بأثقاله ... وقلب يضيق بهذا العذاب
يجوب الحياة فتمضي السنون ... وتذوي الأماني ويبلى الأهاب
وما من شعاع ينير السبيل ... ويهدي النفوس خلال الضباب
وصاح الفؤاد ضللنا الطريق ... دعيني أسير هذا الشراع
وأمضي به نحو شط النجاة ... وأعفيك من هول هذا الصراع
فأنت تسيرين ضد الرياح ... بهذا اليفاع وهذي البقاع