[رضا الفاروق]
(إلى صاحب المقام الرفيع أحمد حسنين باشا)
للأستاذ محمد الأسمر
(الأبيات الآتية نظمها الشاعر الكبير الأستاذ محمد الأسمر
بمناسبة إبلال صاحب المقام الرفيع أحمد حسنين باشا رئيس
الديوان الملكي من مرضه الذي فاجأه وهو يشيع جنازة
اللوردموين، منتدباً من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك
المعظم، وقد كتبها لرفعته الخطاط المبدع الشيخ محمد عبد
الرحمن، وأحاطها بزخرف من فنه الجميل، فجاءت إحدى
طرائف القلم، ونحن ننشرها بمناسبة إبلال رفعته من مرضه
الأخير).
تماثلَ للشفاء عظيمُ قومِ ... إذا مصرُ اشتكت كان الدواَء
عرفناهُ الشجاعَ، فكم دعته ... شجاعتُه، وكم لبَّى الدعاء
سلوا عنهَ الأمورَ إذا ادلهمَّتْ ... سلوا عنه (الرمال) أو (الهواء)
كفاهُ أنه - تفديه نفسي - ... يُقدمُ نفسهُ أبداً فداء
مشي بالأمس ليس يكاد يمشي ... يغالبُ عزمُه الداء العياء
يتابعُ خطوَهُ، والموتُ فيهِ، ... كذا شاءتْ رجولتهُ وشاء
أروني غيرهُ لمح المنايا ... تخف لهُ فما رجع الوراء
مضي قُدُماً يؤدي ما عليهِ ... لواجبهِ؛ فما أسمى الأداء
يُجّثم نفسه أشياء ينسى ... لديها الصارمُ الماضي المضاء
نجا من فتك (غادرةٍ) تمشَّتْ ... لصدرٍ ما حوى إلا الوفاء
ولو عرفتهُ ما عرفتهُ يوماً ... وصدَّتْ عن جوانحه حياء