للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[عود على بدء]

بين الغرب والشرق

للدكتور إسماعيل احمد أدهم

- ٣ -

(قلنا في المقال الأول في الرد على مزاعم مناظرنا الفاضل الأستاذ فيلكس فارس إن لكل أمة في العالم روحها التي تحتضن تراثها التقليدي، وعن طريق تحليل تراث مصر التقليدي انتهينا إلى أنها فرعونية آخذة بأسباب العربية لتجاري فن الحياة في ذلك العصر الذي طغت فيه العربية على كل شيء وكانت مركزاً للجذب الاجتماعي في الشرق الأدنى.

وفي المقال الثاني بينا الفروق الأساسية بين ما سميناه ذهنية للغرب وطابعاً للشرق، وقلنا إن نزعة الذهن الغربي يقينية ونزعة العقلية الشرقية غيبية، واستدللنا على هذه الحقيقة من حقائق التاريخ، واستشهدنا بكلام للأديب الكبير الأستاذ توفيق الحكيم. ولهذا قلنا إنه من الصعوبة بمكان أن تأخذ مصر الثقافة الغربية وهي محتفظة بثقافتها التقليدية وأساسها الإيمان بالغيب. وقد قرأ قراء (الرسالة) منبر الأدب الحي في الشرق العربي رد مناظرنا الفاضل على ما قلناه في عددي الرسالة ٢٦٣، ٢٦٤، لهذا اضطررنا أن نعيد الكرة من جديد لدحض ما أثاره المناظر الفاضل من اعتراضات. ولن نتقيد في ردنا على المناظر بما جاء في كلامه، وإنما سنرجع لكتاب رسالة المنبر إلى الشرق العربي فهو إنجيل المناظر في الأيمان بثقافة الشرق)

يقول الأديب النابغة فيلكس فارس:

(الثقافة راسخة في الفطرة، والفطرة في الفرد كما هي في الأمم ميزة خاصة في الذوق واختصاص في فهم الحياة والتمتع بها، فإذا كان العقل رائداً لبلوغ الحاجة فليست الفطرة إلا القوة المتمتعة في الإنسان بتلك الحاجة بعد بلوغه إياها)

هذا. . . ونحن نفرق بين الثقافة والفطرة، بين تراث الشعب الذي يخرج به من ماضيه انسلالا على مدى الدهور والأعوام، وبين الفطرة من حيث هي روح الأمة التي تحتضن تراثها. فتراث مصر الفرعونية التي أسلمته لمصر الإسلامية فاختلطت نتيجة لذلك

<<  <  ج:
ص:  >  >>